لا أحد في موريتانيا لا يجزم أو يظن أو يشك في عدم نزاهة ولد اجاي و ولد عبد الفتاح.. و الأدلة القطعية و الظنية على ذلك بعدد حصى عالج و حجارة ثهلان، فلماذا يقتل ولد الغزواني أملنا الكبير في حكمه بتعيينهما في مناصب هي مجمع عروق الاقتصاد الموريتاني؟..

لماذا لم يدع ولد الغزواني ما يريبه إلى ما لا يريبه؟. فهما ليسا الأكثر كفاءة قطعاً، و حتى لو كانا كذلك فشائبة الفساد ترجح كفة صرف النظر عن تعيينهما.. فقد تشمئز النفس من كأس شاتو لافيت الراغي لسقوط ذبابة فيه، و “السارقان” ليسا خمراً معتقة تُشتهى و إنما ماء أضاة رنق، آسن، كدرته الدواب و ولغت فيه الكلاب.

تقول الحكمة الإفريقية: إن قيل لك: يعض، و قيل: لا يعض، فلا تمد إليه إصبعك.. و الواقع أن أغلب الناس يقول لك يا سيدي الرئيس: هذان سارقان، و أقصى ما يبلغه المدافع عنهما أن ينفي بتعسف عنهما تهمة “الاختلاس”، و لكنه لا يدّعي لهما النزاهة.. فقد كبر مقتاً أن تُدّعى النزاهة لولد اجاي و ولد عبد الفتاح.. فلماذا تصرّ سيدي الرئيس على الاحتفاظ بهما.؟!. فسيضرانك أكثر مما سينفعانك، إن كان لهما عليك نفع أصلا.

ثكلتني أمي إن كنت أفهم شيئاً من سياستك، و رغم ذلك مازلت أعلق عليك أملاً، و أتمنى أن تسمع كلام مبكييك بالحق لا مضحكيك بالباطل. فصديقك من صدَقك لا من صدَّقك.

لا أعرف “السارقين”، و ليست بيننا أحقاد و لا إحَن شخصية، و لا يهمني رأي غيري فيهما صديقاً كان أم عدواً، غير أنني أريد الأفضل لبلادي، و أتمنى أن ينتقي رئيسها لمساعدته في بنائها خيار أبنائها، كما ينتقي المرء أطايب الرُّطب من الطبق. و أعيذه بالله من حَشف و سوء كيل.

وتوف