تسقط كورونا
الموت وجد قبل كورونا وسيبقى حتى بعد رحيله .
الموت حق وقدر كل من ولد اما كورونا فليس سوي مخلوق من مخلوقات الله الضعيفة التي كتب عليها الفناء.
قد يكون زرع الرعب في قلوب الكثيرين ووصل ضحاياه حتي الان ٤٠٠ ألف شخص و٧ ملايين اصابة الا أن ذلك لم يؤثر في عزائمنا وما وهنا من الخوف منه وما استكننا .
لولا التهويل والتضخيم والدعاية التي صاحبت هذه الجائحة لما كان لها هذا التاثير ولما خاف الناس منها بدرجة الانهيار والاستسلام لها .
تصور الي أين ستصل نسبة السكر في مصاب بالسكري حين تخبره بصوت حزين انه مصاب بالكورونا .
ومثله تصور اين سيصل الضغط في مريض به حين تخبره نفس الخبر .
كثير من الناس انهارت معنوياتهم وحشروا انفسهم في غرف نومهم في انتظار ان يدخل عليهم كورونا وهو يحمل بين فكيه حبل المشنقة .
وعكسهم آخرون فضلوا الهروب من المنازل الي الشوارع خوفا من الكوابيس الخارجة من الجدران الموحشة.
كان بالامكان ان يبقي كورونا ضيفا ثقيلا ولكن باعتباره غير فتاك ولا مدمر ولكن الغرب لم يرد له ذلك فروع شعوبه وأماتها في مضاجعها.
لو سئل اغلب الذين ماتوا عن أسباب وفاتهم لأجابوا قتلنا الرعب والخوف.
في امريكا وهي اقوي بلد في العام لم تمنع الاجراءات المشددة من ان تصل الاصابات مئات الالاف .
اغلب الاجراءات جاءت نتائجها عكسية
فحين تصفر سيارات الحظر تتوقف قلوب كثيرة عن الحركة وحين تضاف اجراءات جديدة يخيم اليأس والحسرة علي نفوس كثيرة وتنهار المعنويات من جديد .
الانسان يعيش علي الأمل وحين يتم انتزاع ذلك الخيط الوحيد الذي يربطه بالحياة يموت .
كنا ننتظر من رئيس الجمهورية ان يخطب في الناس ويعيد اليهم الثقة و يرفع من معنوياتهم ولا يتركهم رهائن لنذيرو وولد الزحاف وتقاريرهم اليومية التي تزيد من الخوف والفزع كنا ننتظر ان يقول للناس : لا داعي للقلق فنحن بخير فسنتجاوزون باذن الله هذه المحنة وستنتهي كورونا وأيامها السوداء ونبني دولتنا من جديد ونكمل ما تعهدنا به في حملتنا الانتخابية
وكنا ننتظر ان يؤكد لنا اننا بحول الله وقوته سنهزم هذا العدو مهما كانت قوته مستعينين بالله ومتسلحين بالايمان والتلاوة والصدقة والاستغفار والتوبة والرجوع الي الله
وليسقط كورونا ولتسقط كل الاصوات التي تحاول ان تزرع الخوف في النفوس وان تغرق الوطن والشعب في بحار اليأس والانهزام
عاشت موريتانيا قوية صلبة آمنة ومؤمنة ولا تخاف الا الله وحده