تدويناتثقافة ودراساتمقالاتمنوعات

سمـــــــــر/ سيد محمد (إگس)

 

ممن طلق زوجته ثم تبعتها نفسه الأديب الكبير امحمد ولد هدار ، فحين طلق عليه القاضي عمر ولد أبنو عبدم الديماني الفاضلي ، زوجته أم المؤمنين بنت اجريفين ، تزوجها بعده سيدي فقال امحمد ولد هدار:

مَذكورَالِ سِبّتْ لهلاك :: جايبها ذا الدهرْ اسويدي
يَخيْ أَلاّبَ عمــرْ ذاك :: يكـــونْ إمــّرگـها لَـيْـدي

ومما يقول فيها:
ألا لكنت إلا غنيت :: أعلَ منت أجريفين أتليتْ
نجبر تعبير أبتافلويت :: إبردل فيهَ لخلاگ
أنغنِ بعد إلا گديت :: غير التعبير أغلبنِ ماگ
گلتُ ألا فت أعتنت أعليه :: خليتو فخلاك يداگ
ش فم الخلاگ أخبرْ فيه :: ولِّ ينفع فيه الخلاگ

وممن طلق زوجته ثم تبعتها نفسه الشاعر الفرزدق حين طلق زوجته نوار.
والنوار ابنة عمة الفرزدق خطبها رجل من قريش وقد بعثت الى الفرزدق تطلب منه ان يكون وليها لأنه ابن عمها , فطلب منها الفرزدق ان تشهد شهوداً أنها قد جعلت أمرها إليه فأشهدت نوار شهوداً أنها قد ولت أمرها إبن عمها الفرزدق , فقال الفرزدق للشهود هل تشهدون أنها قد ولتني أمرها ؟
قالوا نعم نشهد ، قال لهم الفرزدق وأنا أشهدكم أني قد زوجتها لنفسي.

فنفرت من ذلك، وأرادت الشُّخوص إلى ابنِ الزُّبير حين أعياها أهل البصرة ألاَّ يطلقوها من الفرزْدق حتَّى يشهد لها الشُّهود، وأعياها الشهود أن يشهدوا لها اتِّقاء الفرزدق.
وخرجت إلى الحجاز إلى عبدالله بن الزبير، فاستجارتْ بامرأته تماضر بنت منظور بن زبَّان، وخرج الفرزدق فعاذ بابنِه حمزة، وقال يمدحه:
يَا حَمْزُ هَلْ لَكَ فِي ذِي حَاجَةٍ غَرِضَتْ :: أَنْضَاؤُهُ بِمَكَانٍ غَيْرِ مَمْطُورُ
فَأَنْتَ أَوْلَى قُرَيْشٍ أَنْ تَكُونَ لَهَا :: وَأَنْتَ بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَمَنْظُورِ

فقبل عبد الله بن الزبير شفاعة زوجته تماضر بنت منظور بن زبان ، ولم يقبل شفاعة الأبناء حمزة وإخوته. وفي ذلك يقول الفرزدق :
أَمَّا بَنُوهُ فَلَمْ تَنْفَعْ شَفَاعَتُهُمْ :: وَشُفِّعَتْ بِنْتُ مَنْظُورِبْنِ زَبَّانَا
لَيْسَ الشَّفِيعُ الَّذِي يَأْتِيكَ مُؤْتَزِرًا :: مِثْلَ الشَّفِيعِ الَّذِي يَأْتِيكَ عُرْيَانَا

ثمَّ دخل ابن الزبير إلى النَّوار فقال لها: “إن شئتِ فرَّقتُ بيْنك وبيْنه ثمَّ ضربتُ عنُقَه فلا يهجونا أبدًا، وإن شئتِ أمضيت نكاحَه، فهو ابن عمِّك وأقرب النَّاس إليك.
وكانت امرأة صالحة، فقالت: أوما غير هذا؟
قال: لا، قالت: ما أحبُّ أن يُقْتل ولكني أمضي أمره فلعلَّ الله أن يَجعل في كرهي إيَّاه خيرًا، فمضت إليه وخرجت معه إلى البصرة.
لكنَّ ما لم تستطِع أن تحقِّقَه بمعونة السُّلطان والحكَّام والأمراء، وصلت إليه بالحيلة والدَّهاء، فما زالت تتودَّد إليْه حتَّى طلَّقها ، وأخذت عليه أن يشهد الحسن البصري فذهبا إليه واستصحب الفرزدق معه رارويته أبا شفقل.
فأتيا الحسن فأشهدة الفرزدق أنَّ النَّوار طالق ثلاثًا.
فقال الحسن: قد شهِدْنا.
فلمّا انصرف قال الفرزدق لراويته: يا أبا شفقل، قد ندِمْتُ، فقال له: والله إني لأظنُّ أنَّ دمَك يترقْرق، أتدري مَن أشْهدت؟!
والله لئِنْ رجعت لتُرجمن بأحجارك، فمضى وهو يقول:
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِيِّ لَمَّا:: غَدَتْ مِنِّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ
وَلَوْ أَنِّي مَلَكْتُ يَدِي وَقَلْبِي :: لَكَانَ عَلَيَّ لِلقَدَرِالخِيَارُ
وَكَانَتْ جَنَّتِي فَخَرَجْتُ مِنْهَا :: كَآدَمَ حِينَ أَخْرَجَهُ الضِّرَارُ
وَكُنْتُ كفاقِئٍ عَيْنَيْهِ عَمْدًا :: فَأَصْبَحَ مَا يُضِيءُ لَهُ النَّهَارُ

وتماضر بنت منظور أبوها هو منظور بن زبان صاحب (نكاح المَقت) خلف أباه على مليكة بنت خارجة ، وكانت تحت أبيه زبان بن سيار.
قال تعالى {وَلَا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۚ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا}
وهو منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن عقيل بن هلال الفزاري، كان من سادات قومه، ويقال إنه طال حمله فولدته أمه بعد أربع سنين فسمى منظورًا لطولِ ما انتظروه.
تزوج امرأة أبيه مليكة بنت خارجة بن سنان؛ نكاح مَقْت ، وكانت تحت زبّان فخلفه عليها ، فرُفع أمره إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فأحضره وسأله عما قيل فيه من شربه الخمر ونكاحه امرأة أبيه، فقال عمر: أتنكح امرأة أبيك وهي أمّك؟ أوما علمْت أن هذا نكاح المَقت ؟
فاعترف بذلك ؛ وقال: ما علمت أن هذا حرام ؛ فحبسه إلى قُرب صلاة العصْرِ، ثم أحلفه أنه لم يعلم أن الله حرّم ذلك؛ فحلف أربعين يمينًا، وخلّى سبيله، وقال: لولا أنك حلفْتَ لضربْتُ عنقك، وفرقَ بينه وبين مليكة.

فاشتد عليه فراقها، فرآها يومًا تمشي في الطَّريق فأنشد:
أَلاَ لاَ أُبَالِي اليَومَ مَا صَنَعَ الدَّهْـرُ :: إِذَا مُنِعَتْ منِّي مُلَيْكَةُ والخَمْرُ
فَإِنْ تَكُ قَدْ أَمْسَتْ بَعِيدًا مَزَارُهَا :: فَحَيّ ابْنَةَ المرِّيِّ مَا طَلَعَ الفَجْرُ

وقال أيضًا:
لَعَمْرُ أَبِي دِينٌ يُفَرِّقُ بَيْنَنَـــا :: وَبَيْنَكِ قَسْرًا إِنَّهُ لَعَظِيمُ
فبلغ ذلك عمر، فطلبه ليعاقبه فهرب، وقال عمر: مَنْ يكفل هذه؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: أنا، فأنزلها دارَه، فعرفت الدار بعد ذلك بها، فكان يقال لها دار مُليكة وكانت بجابب المسجد النبوي أدخلها الخليفة العباسي المهدي ضمن توسعته للمسجد النبوي ما بين سنة 161- 165 هجرية.

وعلى ذكر ابنة منظور ابن زبان -والشيء بالشيء يذكر- فقد فررت الحكومة الموريتانية غداة الاستقلال اكتتاب معلمين للغة العربية من عدة ولايات ، وقد أشرف على اكتتباب معلم دائرة اترارزة العلامة محمذن الشفيع ولد المحبوبي وأستاذ لبناني يدعى العكاري ، وهو أول من أشرف على شهادة الكفاءة في التعليم العربي وكان حينها مفتشا للتعليم ، وسميت عليه شهادة المعلمين آنذاك (العكارية).

كان من أكفئ المتقدمين لمسابقة الاكتتاب العلامة گراي ولد أحمد يوره ، فنجح في المسابقة إلا أن العكاري اشترط التجاوز في الامتحان الشفهي وطلب من العلامة گراي أن بعطيه نبذة عن الشاعر الطغرائي ، والطغرائي وإن كانت قصيدته (لامية العجم) قد طبقت شهرتها الآفاق فهو شاعر مغمور ، معلوم الأثر مجهول العين.
كني بالطغرائي نسبة إلى من يكتب الطغراء وهي الطرَّة التي تكتب في أعلى المناشير فوق البسملة بالقلم الجلي. أو ما يعرف بـ
(الترويسة – papier à en-tête)
وأصلها طورغاي ، وهي كلمةٌ تَتَرِيّةٌ استعملها الروم والفرس ثم أخذها العرب عنهم ، يقول شوقي:
نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ :: في اللَوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ

وكانت تلك مكيدة من العكاري كي تنجح سيدة من أهل شمامة كان يريد لها أن تنجح لحاجة في نفسه ، والعكاري يعرّفة مفتش التعليم الأستاذ لكبيد ولد حمديت بأنه ” شخص غريب الأطوارفهو يهودي الديانة تركي الأصل، لبناني الجنسية ، يسمى عكاري نسبة لعكاراللبنانية”

وقد كتب العلامة گراي قصيدة منها:
ما كان جهل المرء بالطغَراء :: نقصا ولا ببقية الشعراء
واليوم جاهل بعض ذي يخفى ولو :: كالشافعي في العلم والفراء
إنا لنرفع للعظيم شكاتنا :: ونرق للعلماء والقراء
ونقول ما الجهل الذميم سوى الذي :: يفضي لترك السنة الغراء

وقد وجد العلامة المؤرخ المختار ولد حامد هذه الحادثة فرصة لمداعبة صديقيه العلامة گراي والعلامة الشفيع ولد المحبوبي، فقال:
أهل القوارب قد جاءوا بمزيان :: فتاتهم وفتاهم فيه سيان
لم أدر هل شفّعوا الشيخ الشفيع لهم :: أم شفعت بنت منظور ابن زبان
ليس الشفيع الذي يأتيك مؤتزرا :: مثل الشفيع الذي ياتي كعُريان

كامل الود

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق