تدويناتمقالاتمنوعات

الأخلاق أولاً.

يؤكد نفر كبير من الفلاسفة المعاصرين فكرة ان الانسان هو خالق القيم الاخلاقية والانسانية حيث تولى وحيث كان له الامر، وذلك من خلال مبادئه، ومعرفته، وتنشئته الثقافية، فهو يعطي معنى للبئة التي يكون فيها، والتي بدونه تصير دربا من العبث لا قيم به.

من الوارد جدا ان هذه الفكرة لا تستقيم مع تناقضات الاكراهات الحياتية المختلفة، خصوصا، حين يكون الانسان غير مستقل الفكر والرأي والتصرف، او انه في مواجهة دائمة مع بعض الاختلالات البنيوية، او التأسيسية، او الضبطية، فتذوب قدرته على خلق القيم بسبب انصهار تلك الاكراهات او بسبب حمم هذه الاختلالات.

حين نبحث في تاريخ شخص ما “للإطلاع على سيرورة حياته” نكتشف ماهية تركبته الشخصية، فنعرف حينها إن كان ذا قدرة على خلق القيم المثلى، وتكريس ديمومتها بما يخضع لسلطته التنظيمية او الادارية، ام انه غير مستقل الرأي والفكر والتصرف، او انه في مواجهة مع بعض الاكراهات والاختلالات.

“ليس علينا الحكم على اي كان ما لم نكن على اطلاع كلّي بماهيته الشخصية وبطبيعة الاكراهات والاختلالات التي تواجهه”

حين نبحث حول ماهية شخصية المدير العام للأمن الوطني الفريق مسغارو ولد سيدي ولد اغويزي، نجد، ان الرجل ذو محصلة تدعو الى التوقف عند كل محطة من محطات سيرته الذاتية. فعلى الصعيد السيكولوجي هو شخص يتسم بالكثير من المرونة واللباقة وحسن الخلق، وهي صفات الانسان الهادئ، غير الانفعالي، وغير العدائي، والذي يروم السلام بدل العنف. وعلى الصعيد الاخلاقي فمن طبيعة الانسان ذي الخلق الحميد ان يستشعر معاناة غيره، وان يستنكر القبيح ويدعو الى كل فعل حسن، وان يستحسن صنع المعروف، وجميعها صفات لوحظت وتُلاحظ في تركبته الشخصية وبنيته السلوكية ومنطقه الفكري. واما على صعيد التعاطي مع المسؤوليات التي كُلّف بها، فقد حُصّلت شهادات كثيرة موثقة “وموثوقة” تفيد بكفاءة إدارية عالية، ورؤى وتصورات استشرافية راشدة، وبصرامة “محمودة” في تطبيق النظم والضوابط الادارية والتنظيمية، إلى جانب محصلة كبيرة من العطاء الخدمي بكل مراحله الوظيفية.

كل الذين خدموا ويخدمون مع الرجل، شهدوا ويشهدون له بحسن الخلق والكفاءة وصنائع المعروف، وهو لعمري طابع قيمي يترجم قول الله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)

صدق الله العظيم

 

 

من الفيس بوك

صفحة محمد الأمين  ولد مولاي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق