ثقافة ودراسات

معارضات وزوبعة حول أبيات “المدروم” لولد أحمد يوره

أثار موضوع أبيات المدروم للعلامة الشاعر محمد ولد أحمد يوره  الساحة الأدبية بمدينة حلب السورية، وتفاعل داخلها تفاعلا ايجابيا. فبعد أن قدمها الشاعر السوري المهندس محمد بشير دحدوح (النابغة الرندي ) بأسلوبه الرائع وإلقائه المتميز خلال الأمسية الأدبية التي أقامتها نقابة المهندسين السوريين وبعد المعارضات الجميلة التي جارى فيها شعراء حلبيون كبار هذه الأبيات، هاهي أيضا تثير فضول النقاد السوريين وتدلهم علي كنز من كنوز الثقافة العربية اسمه الشعر العربي الموريتاني، فقد أبدي العديد من النقاد وأساتذة الأدب اهتماما ملحوظا بهذه القطعة الشعرية أو التحفة الفنية حسب تعبير أحدهم.

وفي هذا السياق فقد أعد الأستاذ الباحث زياد محمد مغامس دراسة نقدية رصينة تتناول الأبيات المذكورة ومعارضاتها تحت عنوان: مرآة الروح / رؤية في قصائد وجدانية

والأستاذ زياد مغامس هو كاتب وناقد فلسطيني مقيم بمدينة حلب له العديد من الدراسات والمقالات الأدبية المنشورة، وقد عرف عن الأستاذ زياد عشقه للصحراء وإعجابه بقيم أهلها وعاداتهم وهو الذي عاش فيها وعاشر أهلها ردحا من الزمن .
يشار إلي أن أبيات محمد ولد احمد يوره الآنفة الذكر قد أصبحت ذائعة الصيت و متداولة بين الشعراء والنقاد في مدينة حلب الشهباء السورية

يقول  محمد ولد أحمد يوره مخاطبا المدروم وهو اسم موضع بموريتانيا:

على الربعِ بالــــــمدرومِ أيِّـهْ وحيِّهِ = = وإن كــــــان لا يدري جواب المؤيِّهِ
وقفتُ بــــــــــه جذلانَ نفس كأنما = = وقفـــــــــت على ليلاهُ فيهِ وميِّـه
وقلت لخلٍّ طالما قد صــــــــــحبتُه = = وأفردتــــــــــه من بين فتيان حيِّهِ
أعنّي بصوبِ الدمع من بعــد صونِهِ = = ونشرِ ســــرير السرِّ من بعد طيِّهِ
فما أنتُ خلُّ المرءِ في حال رشدهِ = = إذا أنتَ لستَ الخلَّ في حالِ غَيِّهِ

فقال شاعر الشهباء محمد هلال فخرو:
تحاملتُ عصــــــــراً نحو أطراف حيِّهِ  = =  أســـــــــــائلُ عن ليلاه فيه ومَيِّهِ
لقد كانتا ترباً لمـــــــــــن قد فقدتُـهُ  = =  لعــــــــلَّ لدى إحداهما علمَ حيِّهِ
فقال لي الصــــــبيانُ : ليلى تُوفيتْ  = =  ومَيَّـــــــــــةُ في قاع الرشاد وغَّيِّهِ
فما تبتغي ؟ قلتُ السلامةَ والهدى  = =  وسِرتُ شجيَّ الحلقِ من بعد ريِّهِ
يكاد يـــــــــرى الراؤون وقعَ جوابهم  = =  فقد بانَ فـــــــــوق الوجه آثارُ كَـيِّهِ
يحقُّ لمــــــــــثلي أن يدلِّـهَهُ الهوى = =  ويعرــــــــِضَ عن أزياءَ ليستْ كزِيِّهِ
فيا شــــاعرَ المدرومِ شعرُكَ قاتلي  = =  فأيِّهْ .. فما أســـــمعتَ غيرَ المؤيِّهِ

الشاعر الموريتاني الدكتور الشيخ أحمد دومان قال في معارضته لولد أحمد يوره:
رويتُ حمى المــــــــــدروم مثلَ أُخيِّهِ = = بدمعـــــــــي فما أوفيته حقَّ رَيِّهِ
فخاطبني طيفٌ لحــــــــــــسناءَ قائلاً = = أتبكـي على المدروم يا ابنِ أُبَيِّـهِ
فقلتُ لـــها من أنتِ .؟ هل تعرفينه ؟ = = ولم تـــدري عن ليلاه شيئاً ومّيِّهِ
فقالـتْ : أنا من أبرؤ العــشقَ والهوى = = وأثنــي ذراعَ الشوق من بعدِ لّيِّهِ
فقلتُ: وجرحُ القــــــــــلب بالأيِّ نازفاً = = كجرحِ فتى المدروم في يوم غّيِّهِ
فقالت : إذاً فالكــــــيُّ .. قلتُ : لربما = = فليــــــــــس يرجَّى البرءُ إلا بكيِّهِ
فقالتْ: لأنت الخلُّ في الرُّشدِ والغوى = = فأيِّهِ عـــلى المدروم يا شيخ أيِّهِ

أما النابغة الرندي فقال:
على ذكــــــــــــــــرِ أربابِ الودادِ فأيِّهِ = = وإن كان لم يسمعْكَ غيرُ المؤيِّهِ
عسى حــــرقةُ الأيَّـات تُرسلُ نسمةً = = فتحــملَ من طيب الهوى ونديِّهِ
ومنْ لم تــــــــكنْ ليلاهُ بلسمَ جرحِهِ = = فلـــــــــيس له بُرءٌ بأعطافِ ميِّهِ
فيا نخلةَ المـــــــدروم سعفكِ شاهدٌ = = غدـاةَ دعا المختارَ من أهل حيِّهِ
ويا ظبيةَ المــــــــدروم طرفُك ساهمٌ = = ذروفٌ على صبح الفتى وعَشيِّهِ
وهمسِ صـــبايا الحي في كل خلوةٍ = = ونشرِ شَغاف السِّرِّ من بعد طيِّهِ
فيا ســــادراً في اللومِ ..حسبُك مرةً = = فما لــك بالحسونُ من بعدِ رمْيِهِ
فلن يســـــــــتبينَ الرُّشدَ فاقد خِلَّـه = = ولن يهـــــتدي للحقِّ راكبُ غَيِّهِ
فهذا أخو الشـــــــــــــهباءِ أيَّـهَ والهاً = = علــــى فقد تربِ الودِّ وابنِ أُخيُّهِ
ففاح رطيب الشـــــــعر بالفقد روعةً = = كــــما فاح عودُ الرَّندِ طيباً بشيِّهِ
فيا شاعرَ المدرومِ أيِّـهْ على الحمى = = ويا شــــــاعرَ الشهباءِ للتِّربِ أيِّهِ

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق