أخبار وطنية

الدكتور بدي ولد أبنو كما عرفته

ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻳﺤﻲ ﺍﻟﺸﻴﺦ

ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺑﻤﻌﻬﺪ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺒﺎﺭﻳﺲ

 

ﻋﺮﻓﺖُ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺑﺪﻱ ﺍﺑﻨﻮ ﺫﺍﺕ ﻣﺴﺎﺀ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺀﺍﺕ ﺭﺑﻴﻊ 1993 ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ . ﻛﻨﺖُ ﺃﻣﻀﻴﺖُ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻓﺘﻰ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻟﺒﺎﺭﻳﺴﻲ . ﺃﻋﻄﺘﻨﻲ ﻋﻨﻮﺍﻧﻪ ﺭﺋﻴﺴﺔ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺍﻟﻤﻐﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﺜﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ . ﻫﻲ ﻣﻦ ” ﻏﻮﻟﻤﻴﻢ ” ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻤﻦ ” ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻨﺎﻓﻊ ” ، ﻣﻦ ﻏﺮﺳﻴﻒ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺟﺪﺓ .
ﻛﻨﺖُ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺃﺣﻀٍّﺮ ﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ ﺃﺩﺑﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻭﺍﻃﻠﻌﺖُ ﺑﻤﺤﺾ ﺍﻟﺼﺪﻓﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ” ﻣﺪﺍﺋﻦ ﺍﻹﺷﺮﺍﻗﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ” ﻟــﺒﺪﻱ ﺍﺑﻨﻮ ﻋﻨﺪ ﻃﺎﺑﻊ ﺗﻮﻧﺴﻲ ﻳﺮﻗﻨﻬﺎ . ﻗﺎﺩﺗﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﻴﺪﺓ ” ﺃﺳﻔﺎﺭ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ :” ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﺋﺰﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺠﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻹﻓﺮﻗﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ . ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺴﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺮﻓﺖْ ﻧﺠﺎﺣﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﻭﺗﺮﺟﻤﻬﺎ ﻣﺎﺭﻙ ﻫﻨﺮﻱ ﺩﻫﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻭﻗﺪﻣﺖْ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮﺓ ﻭﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻓﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ” ﺟﻨﻴﻔﻴﻒ ﻛﻼﻧﺴﻲ .” ﻗﺪ شغفتها ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺣﺒﺎ . ﻭﺭﺣﻠﺖْ ﻋﻦ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺑﻔﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﺑﻌﺪ ﻧﺸﺮ ﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ . ﻛﺎﻧﺖ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻛﺘﺒﺖْ .
ﻃﺮﺑﺖُ ﺃﻳﻤﺎ ﻃﺮﺏ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ ﺍﻟﻤﺸﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻲ ﺍللاﺗﻴﻨﻲ ﻛﺸﻤﺲ ﺑﺎﺭﻳﺴﻴﺔ ﺻﺤﺮﺍﻭﻳﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﻣﻨﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﻦ ﻭﻛﺒﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﻨﺨﻴﻞ . ﻭﺃﺻﺮﺭﺕُ ﺃﻥ ﺃﻟﺘﻘﻴﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺿﻴﻒ ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻥ . ﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﺭﺑﻴﻊ ﺳﻨﺔ 1993 ﻟﻢ ﻧﻔﺘﺮﻕ . ﺃﺻﺮﺭﺕُ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﺐ ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻓﻮﺍﻓﻖ ﻓﺘﻰ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ .
ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻤﻠﺆﻩ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺻﺎﺕ ﻭﺗﺘﻌﺎﻳﺶ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺎﺕ ﻃﺎﻟﺖ ﻭﺗﺸﻌﺒﺖْ ﻣﻌﺎﺭﻛﻨﺎ . ﻛﻨﺖُ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍه ﻓﻲ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺃﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺗﺨﺼﺼﺎﺕ، ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻓﻲ ﻫﻨﺪﺳﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺑﻮﻥ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭﻳﺔ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻃﺎﻟﺒﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺑﻮﻥ ﺍﻟﻌﺘﻴﻘﺔ ﺑﺎﺭﻳﺲ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻭﻣﺪﻣﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻭﻣﻌﻬﺪ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﻣﻜﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻲ .
ﻣﺎﺭﻙ ﻫﻨﺮﻱ ﺩﻫﻮﻥ ﻫﻮ ﻧﺼﻒ ﺑﺪﻱ ولد أﺑﻨﻮ ﻛﻤﺎ ﻛﺘﺐ ﻳﻮﻣﺎ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻟﻼﻣﻊ ﺣﻤﻴﺪ ﺃﺑﻮﺯﻳﺪ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ . ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺃﺳﺘﺎﺫﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﺛﻢ ﺻﺎﺭ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻭﺗﺮﺟﻢ ﻟﻪ ﻋﺪﺓ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺛﻢ ﺃﺻﺒﺤﺎ ﺯﻣﻴﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ . ﻣﺎﺭﻙ ﻫﻨﺮﻱ ﻫﻮ ﺃﺣﺪ ﻛﺒﺎﺭ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﺃﺣﺪ ﺭﻣﻮﺯ ﻣﺪﺭﺳﺔ ” ﺑﻮﺭﺑﺎﻛﻲ ” ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮﺓ . ﺗﺨﺮﺝ على ﻳﺪﻳﻪ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ . ﻗﻠﺖُ ﻟﻪ : ﻟﻘﺪ ﺻﺪﻣﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﺎﺩ ﻓﺠﺬﺑﻚ ﺍﻟﺸﻌﺮ . ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻧﻜﺘﺔ ﺷﻬﻴﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﻴﻦ . ﻭﺃﻧﺎ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻻ ﺃﻣﻴﺰ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺎﺕ ﻭﻻ ﺃﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺟﻤﻊ ﺭﻳﺎﺿﺔ . ﺃﺟﺎﺑﻨﻲ ﻣﺎﺭﻙ ﻫﻨﺮﻱ ” ﺧﻴﺎﻟﻲ ﻧﺎﻗﺺ ﻟﻬﺬﺍ ﺃﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﺃﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ . ﻃﺒﻌﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ” ﻫﻠﺒﻴﺮ ” ﺣﻴﻦ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ ﻋﻦ ﺃﺣﺪ ﻃﻠﺒﺘﻪ ﻣﻤﻦ ﻳﺘﻌﺎﻃﻰ ﺍﻟﺸﻌﺮ . ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﺇﺫن ﻳﻨﻘﺺ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ .
ﻃﺎﻟﺐ ﻫﻠﺒﻴﺮ ﻳﺘﻌﺎﻃﻰ ﺍﻟﺸﻌﺮ
ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻼﺑﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ .
ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺑﺪﻱ   ولد أبنو ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﺳﺨﻂ ‏( ﻫﻠﺒﻴﺮ ‏) ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻠﺘﻘﻴﻨﺎ ﺇﻻ ﺧﻔﻴﺔ .
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻛﻨﺖُ ﺃﻛﺘﺸﻒ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻟﺪﻯ ﺑﺪﻱ أﺑﻨﻮ . ﺃﺫﻛﺮ ﻣﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ـ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺃﻛﺜﺮ ـ ﺭﺟﻞٌ ﻫﻮﻟﻨﺪﻱ ﻣﻮﻟﻊ ﺑﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ . ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻌﺮﺑﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻳﻮﻗﻔﻬﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﺔ ﻭﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻏﺮﻓﺔ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻭﻳﺘﺒﺎﺩﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ . ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻔﻴﺘﻨﺎﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻳﺒﺮﻣﺞ ﻣﻌﻪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻱ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮﻑ . ﻛﺎﻥ ﺻﻌﺒﺎ ﺃﻥ ﻳَﻘﺘﺮﺡ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﻟﻐﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﻮﻟﻨﺪﻱ ﻟﻠﺘﺒﺎﺩﻝ ﻷﻧﻪ ﻏﺎﻟﺒﺎ ﻳﻔﺎﺟﺌﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﻭﻻﺣﺎﺟﺔ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺒﺎﺩﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﺎ . ﻓﺠﺄﺓ ﺻﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺑﺪﻱ . ﻳﻤﻀﻴﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ . ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻣﻊ ﺳﺎﺑﺎﺳﺘﻴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ ﻛﻤﺘﺮﺟﻢ . ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﺣﻘﺎﺋﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻧﺼﻒ ﺛﻤﻦ ﻭﻳﺒﻴﻌﻬﺎ ﻟﺒﺪﻱ ولد أبنو. ﻭﻳﺤﺎﻭﻝ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﻓﺘﻰ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺑﻤﺬﻫﺒﻪ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ “ﺍﻻﺳﺒﺮﺍﻧﺘﻮ” ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ . ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺪﻱ ﻳﺮﻯ ﻓﻲ “اﻷﺳﺒﺮﻧﺘﻮ” ﺭﻏﻢ ﻣﺰﺍﻋﻤﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﺇﻻ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﺍﻷﻭﺭﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖْ ﺳﻠﻮﻛﺎ ﻻ ﺷﻌﻮﺭﻳﺎ .
ﻛﻨﺖُ ﻣﻮﻟﻌﺎ ﺑﺘﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻭﺍﺍﻵﺩﺍﺏ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﺪﻱ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻣﻌﻲ ﻑ ﺫﻟﻚ . ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻓﺎﺟﺄﻧﻲ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻫﻠﺒﻴﺮ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻓﻘﻂ ﻛﺘﻠﻤﻴﺬﻩ . ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻟﻌﺎ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻔﺎﺕ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﺭوﺑﺎ ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻟﻊ . ﻋﺮﻓﺘُﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﻫﻮ ﻳﺪﺭﺱ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺛﻢ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ . ﻭﻛﻨﺎ ﻧﻤﺎﺯﺣﻪ ﺑﺈﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻭﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ . ﻛﻨﺎ ﻧﺴﺘﺸﻬﺪ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺃﺑﻮﻟﻴﻨﻴﺮ ﻓﻲ ﺭﺳﺎﺋﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻟﻮ ” ﻳﻘﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻴﻦ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ ” ﻛﺎﻥ ﺑﺪﻱ ﻳﺠﻴﺐ ” ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻠﻴﺲ ﻣﻨﻬﻢ “.
ﻟﻢ ﻳﻘﺒﻞ ﺑﺪﻱ ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻛﻪ ﺣﺮﻓﺔ ﺍﻷﺩﺏ . ﻣﻨﻌﺘﻪ ﺣﺮﻗﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻣﻦ ﺣﺮﻓﺘﻪ . ﻋﺎﺵ ﻟﻪ ﻻ ﺑﻪ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻃﻪ ﺣﺴﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻘﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺎﺯﻧﻲ . ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﺘﻌﺮﻳﻒ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺍﻟﺤﻖ ﺍﻟﺬﻱ ” ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻃﺮﻓﺎ .” ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻔﻆ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭﺍﻟﺸﺎﻋﺮ . ﻳﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ” ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻫﺎﻫﻮ ﺣﺎﻧﺎ ” ﻭﻳﺴﻬﺮ ﺑﻘﻴﺘﻪ ﻳﺤﻀّﺮ ﺍﻣﺘﺤﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻣﺠﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ” ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻫﺎﻫﻮ ﺣﺎﻧﺎ .” ﻓﺄﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻻ ﺗﻔﺘﺢ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﺃﺑﻮﺍﺏ . ﻭﺣﺪﻩ ﻣﻦ ” ﻓﺘﺢ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ﻳﻐﻠﻘﻬﺎ ” ﺃﻭ ﻻ ﻳﻐﻠﻘﻬﺎ .
ﺗﺘﺎﻟﺖْ ﺍﻟﻨﺼﻮﺹ : ﺃﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻌﻄﺶ ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻗﺮﺃﻫﺎ . ﻭﺑﻜﻞ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻭﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻻ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﻛُﺘﺐ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .
ﺃﻣﺎ ” ﻟﻬﺬﺍ ﺭﺣﻠﺖُ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ” ﺻﻠﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻔﻰ ﺍﻟﺒﺎﺭﻳﺴﻲ ” ﻓﻜﻨﺖ ﺷﺎﻫﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ . ﻛﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻳﻜﺘﺐ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺛﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺬﻛﺮﻧﻲ ﺇﻻ ﺑﻤﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﻟﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺘﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺟﺮﻳﺮ ﻫﺠﺎﺋﻴﺘﻪ ﺍﻟﺮﺍﺋﻴﺔ
ﺃَﻗِﻠّﻲ ﺍﻟﻠَﻮﻡَ ﻋﺎﺫِﻝَ ﻭَﺍﻟﻌِﺘﺎﺑﺎ
ﻭَﻗﻮﻟﻲ ﺇِﻥ ﺃَﺻَﺒﺖُ ﻟَﻘَﺪ ﺃَﺻﺎﺑﺎ

ﺃﻣﺎ ” ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻡ ” ﻓﻠﻢ ﻧﻠﺘﻖ ﻳﻮﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺇﻻ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺍﺑﻌﻨﺎ : ﻫﻮ ﻭﺃﻧﺎ ﻭﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﺍﻹﻳﻄﺎﻟﻴﺔ ﻭﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻡ .
ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻡ ﺣﻘﻨﺔ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﺿﺪ ﻫﺬﺍ ” ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻼﺣﻮﺱ ”
ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺿﻴﻒ ﻧﻘﻄﺔ ﺷﻬﺪ ﺑﻬﺎ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﺮﻑ ﺑﺪﻱ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ ﻭﺣﺘﻰ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ : ﺃﺻﺪﻗﺎﺅﻩ، ﺯﻣﻼﺅﻩ، ﻃﻠﺒﺘُﻪ : ﻟﻘﺪ ﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻷﻃﻮﺍﺭ ﻭﻋﺎﺵ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﻭﻟﻐﺎﺕ ﻻ ﻳﺠﻤﻌﻬﺎ ﺇﻻ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ . ﻭﺃﺭﺍﺩﺕ ﺟﻬﺎﺕ ﻭﻭﺍﺟﻬﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﺸﺘﺮﻳﻪ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻐﻨﻤﻪ ﺑﺎﻟﺘﺮﻏﻴﺐ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻴﺐ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﺫﻟﻚ . ﺃﻗﻮﻝ ﺑﻜﻞ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻟﻘﺪ ﻇﻞ ﺑﺪﻱ ﺍﺑﻨﻮ ﻭﻓﻴﺎ ﻷﺧﻼﻕ ﺑﺪﻱ ﺍﺑﻨﻮ، ﺍﻷﺧﻼﻕ ﺍﻟﺠﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺩﺭﺓ ﻓﻲ ﻭﻗﺘﻨﺎ : ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﺘﻮﺍﺿﻊ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺍﻹﺑﺎﺀ . ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﺸﻨﺎﻗﻄﺔ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﻋﻨﻬﻢ . ﻓﻬﻨﻴﺌﺎ ﻟﻨﺎ ﺑﺮﺟﻞ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﻭ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﻭﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﻴﻨﺔ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﺣﻞ ﺑﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺃﻋﻠﻤﻨﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻹﺧﻮﺓ ﺑﺮﺣﻴﻠﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ . ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﻏﺮﺍﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺑﺎﻗﻴﺔ : ” ﻟﻘﺪ ﺭﺣﻞ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﻼﺗﻴﻨﻲ .”
ﻻ ﻳﺴﻌﻨﻲ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﻭﺍﻓﻖ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﺃﺳﺎﻣﺔ ﺧﻠﻴﻞ ﺣﻴﻦ ﻳﻜﺮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﺑﺪﻱ ﺃﺑﻨﻮ ﻫﻮ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻦ . ﻭﺃﺿﻴﻒ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻓﺘﻰ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﺘُﻪ ﻛﺎﺗﺒﺎ ﻭﻓﻴﻠﺴﻮﻓﺎ ﻭﻓﺘﻰ .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق