تدوينات

صنّاعُ حضارة وفنِّ وثَقافة..ولكن!

أحمد ولد السالم

 

لا يختلف اثنان على الدور المحوري الذي لعبه لـمْعَلْمِينْ في صناعــــــة تاريخ موريتانيا وتأصيل هويتها العربية والإسلامية من خلال أعمالهم الفنية الرائعــة التي صممها باقتدار الصانع التقليدي الموريتاني وخطتها أنامل شقيقته الصانعة التقليدية الموريتانية في لوحات تراثية تسلب الألباب، وشّحت الخيمة الموريتانية القديمة وما حوت من أثاث وأدوات ظلت تتفيّأ بهدوء ظلال تلكم الخيمة في تناغم بديع يعكس ما تمتع به أجدادنا المبدعون من رهافة حس وذوق رفيع لا تخطئـــه عين زائر صالة العرض الرئيسية بالمتحف الوطني.
إن إسهامات أجدادنا في محتويات المتحف الوطني – الذي يشكل ذاكرة الأمة الموريتانية – كبيرة جدا بحيث لا تدع ركنا أو زاوية إلا ولهم فيها حضورهم البارز، فتجدهم في قسم الأسلحة القديمة صُنّاعا و رماة ، و في ركن الخيمة التقليدية تلفاهم صناعة حضارة وملاك براءات اختراع جميع محتوياتها ، وإن زرت قسم المخطوطات تجدهم مؤلفين ومُسَفّرين للكتب .. ثم تصادفهم في قسم آلات الموسيقية الموريتانية الأصيلة أساتذة في فن صناعة أوتارها سيرا على خطى زرياب و الموصلي ..
و في المجال الزراعي تجد أن جميع الأدوات الزراعية من انتاجهم بدء بالمحراث (أجباي) وانتهاء بالمنجل .
ولكن إذا بحثت عن هؤلاء العظماء في كتب تاريخ هذا البلد لا تجد لهم أي ذكر ، فمن يعيد كتابة تاريخنا من منظور غير اقصائي …من ؟!
————–
أحمد ولد السالم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق