أخبار وطنيةتدويناتمقابلات وتحقيقاتمنوعات

الأستاذة لغنية بنت إبراهيم ل “صدى ريم ” : الأسر في موريتانيا مبنية على أسس هشة تجعل الطلاق مآلا حتميا لغالبيتها(مقابلة)

قالت الأستاذة والمدونة، لغنية بنت إبراهيم: إن الأسرة في موريتانيا “كوحدة أساسية في بناء المجتمع مبنية على أسس هشة، وتغيب المعايير القويمة في بنائها مما جعل الطلاق هو المآل الحتمي لغالبية الزيجات في بلادنا.

وأضافت بنت إبراهيم: بأن للمجتمع بعلمائه وفقهائه ومثقفيه وسياسييه ورواد مجتمعه المدني وكذلك للمناهج الدراسية التي تتلقاها المرأة في مراحلها الدراسية دورا بارزا في تغييبها وتجهيلها والتثبيط من عزيمتها،وتقييدها كلما أرادت رفع رأسها بالمطالبة بحقوقها ..كذلك لعادات المجتمع الظالمة دور كبير في تكبيلها وعدم تربيتها أصلا على الدفاع عن حقها تحت ذريعة أن ذلك مناف للأنوثة والحياء.

وأردفت بنت إبراهيم وهي صاحبة المبادرة بإطلاق وسم: #الأولاد_شنه_ذنبهم؟ بأن” المطلقات يعشن واقعا مريرا، في ظل التجاهل التام لحقوقهن وأولادهن، ومقاساة الفقر وقلة الوظيفة والجهل في كثير من الأحايين، كل هذا مع غياب السند والمعين لأن المطلقة في الغالب سوف ترجع لأب أو أخ فقير يعجز عن تدبير أموره أحرى إعالة أسرة جديدة.

وخلصت بنت إبراهيم إلى القول بأن ” تكدس مئات القضايا أمام المحاكم دون حل أعاق هو الآخر فتح شهية المطلقات لرفع دعاوى ضد آباء أبنائهن ،زيادة على التكاليف الباهظة للمحامين ومصروفات النقل مقارنة مع فقر جل المطلقات وعجزهن عن توفير لقمة العيش لأبنائهن أحرى توفير تكاليف التحاكم.

وهذا نص المقابلة التي أجريناها مع الأستاذة والمدونة لغنية بنت إبراهيم:

1- صدى ريم : كيف ترين واقع المطلقات المعيلات في موريتانيا؟

أ. لغنية بنت إبراهيم: الأسرة في موريتانيا كوحدة أساسية مبنية على أسس هشة، وتغيب المعايير القويمة في بنائها مما جعل الطلاق هو المآل الحتمي لغالبية الزيجات في بلادنا.
ومن ذلك يتضح جليا واقع المطلقات ومايعشنه من تناس وتجاهل تام لحقوقهن وأولادهن مما جعلهن يقاسين المر: الفقر وقلة الوظيفة والجهل في كثير من الأحايين وضعف السند والمعين لأنها في الغالب سوف ترجع لأب أو أخ فقير يعجز عن تدبير أموره أحرى إعالة أسرة جديدة، كما أن ضعف تعاطي المجتمع ونخبه العلمية والسياسية مع المطلقات له تأثيره في زيادة الحمل على كاهلهن ،وأيضا تكاليف ومصاريف المحاكم أعاق من رفع الدعاوى منهن ضد أولئك الوحوش البشرية الذين لا يراعون حقا ولا ذمة ولا إنسانية ولا فطرة لحقوق فلذات أكبادهم وأمهاتهن اللاتي يكوين في اليوم عدة مرات بسبب الفقر والتجاهل لحقوقهن.

2-صدى ريم: ألا ترين أن واقعهن هذا يكرسنه بتغاضيهن عن حقوقهن واستنكافهن عن المطالبة بها،رغم أن مدونة الأحوال الشخصية تكفل لهن جميع حقوقهن.
ولماذا لايرفعن دعوى ضد أزواجهن السابقين الذين يهملون أبناءهم بمجرد الطلاق ؟

أ. لغنية بنت إبراهيم: فعلا يتحمل المطلقات جزءا مهما مما هن فيه من ظلم واحتقار، وتخل سافر من المطلقين لهن. إلا أن للمجتمع الدور الأكبر بعلمائه وفقهائه ومثقفيه وسياسييه ورواد مجتمعه المدني وكذلك للمناهج الدراسية التي تتلقاها المرأة في مراحلها الدراسية دورا بارز في تغييبها وتجهيلها والتثبيط من عزيمتها،

وتقييدها كلما أرادت رفع رأسها بالمطالبة بحقوقها ..كذلك لعادات المجتمع الظالمة دور كبير في تكبيلها وعدم تربيتها أصلا على الدفاع عن حقها تحت ذريعة أن ذلك يخالف الأنوثة وينافي الحياء، وهو خروج على أعراف الأهل بل والقبيلة.. أما مدونة الأحوال الشخصية فقليل منهن من تعلم بوجودها وهذا راجع كما قلت للمناهج التربوية التي تتجاهل ذلك الجانب كما هو راجع كذلك لعدم قيام كثير من المنظمات الحقوقية النسوية بدورها التوعوي داخل الأوساط الشعبية والبوادي والأرياف والقرى وعن طريق وسائط الاتصال المتنوعة…ثم إن تكدس مئات القضايا من هذا القبيل لدى المحاكم. بدون حل أعاق هو الآخر فتح شهية المطلقات لرفع دعاوى ضد آباء أبنائهن ،زيادة على التكاليف الباهظة للمحامين ومصروفات النقل مقارنة مع فقر جل المطلقات وعجزهن عن توفير لقمة العيش لأبنائهن أحرى توفير تكاليف التحاكم.

3-صدى ريم: أطلقت في الأيام الماضية وسما عبر الفسيبوك أسميته: #الأبناء_شنه_ذنبهم؟
كيف جاءتك هذه الفكرة؟ وكيف تقيمين تجاوب المدونين معها؟

أ. لغنية بنت إبراهيم : أطلقت هاشتاك الأولاد شنه ذنبهم لعدة أسباب منها سبب مباشر وبقية أسباب غير مباشرة. السبب المباشر: قصة ذكرتها لي صديقة زارتني تبادلنا فيها بعض المشاكل الأسرية ومن بينها حال المطلقات ذكرت لي قصة فتاة صغيرة وماتعانيه من ألم الفقر وتخلي والد أولادها عنهم ،والقصة موجودة على صفحتي في الفيس بوك بالتفصيل.
هذه القصة أثرت في بشكل كبير فكانت هي السبب المباشر للهاشتاك. ..أما الأسباب الأخرى فهي حاصلة بسبب مانعايشه ونشاهده من قصص تدمي القلب من مآسي المطلقات وضياع حقوق أبنائهن ،وصفحتي على الفيس تشهد بين الفينة والأخرى إشارة أو تلميحا ،وتوضيحا لكل ذلك..ثم ماعانيته أنا أيضا من معاناة في تربية أبناء تخلى أبوهم عن جل حقوقهم فتوليت تلك الحقوق ..
أما من ناحية التفاعل مع الوسم،فقد بدأ بسيطا ثم شهد تفاعلا واسعا من طرف النساء وأهل العلم والمثقفين.

4- صدى ريم: برأيك ماهو دور وسائل التواصل الاجتماعي في تغيير مثل هذه العقليات المتجذرة في المجتمع الموريتاني، وإلام ترجعين ضآلة تناول المواضيع الاجتماعية في هذه الوسائط مقارنة مع غيرها( المواضيع السياسية- مثلا-؟).

أ. لغنية بنت إبراهيم: لا يخفى دور وسائل التواصل الاجتماعي في خلق الوعي وتغيير القناعات إيجابا أو سلبا فهي مرتع للجميع ويجد كل شخص فيها ضالته لذلك تجد فيها الشاب كما تجد فيه الصبي والمرأة وأهل العلم والرأي والساسة حتى القادة والرؤساء حجزوا لهم أماكن مهمة فيها نظرا لما لها من صدى وتأثير ،فهي محل لتبادل الآراء واستقاء الأخبار التي لم تذكرها وسائل الإعلام الرسمية..الخ إذن لها دورها الفعال في البناء والتغيير والتبديل والغربلة ولا يمكن لأي شخص ينشد التغيير إلا أن يمر بهذه الوسائل. وقد رأينا تجاوب الحكومة مع التدوينات التي تحظى بتوحد المدونين حولها وتلبية المطالب ورفع الظلم عن المظلومين الذين طالب المدونون برفع الظلم عنهم ..وفعلا نرى تفاعل المدونين بشكل أكبر مع الأمور السياسية أكثر من الأمور الاجتماعية نظرا لعدم جراءة الكثيرين على طرق مواضيع قد يجد نفسه محاسبا عليها من قبل البعيد قبل القريب ،ونظرا لأبراج المراقبة الموجودة هناك من الأقرباء كما يدعي البعض ..إلا أنني لا أرى سببا واحدا يمنع المدون من طرق أي موضوع مجتمعي مهما كان موضوعه مادام يطرحه بأدب ومقدرة وكفاءة.

5- صدى ريم: في الختام كلمة توجهينها للمرأة المطلقة ذات الأبناء الذين تخلى الزوج عنهم، ونصيحتك للزوج الذي يفرض على أبنائه اليتم وهو حي؟

أ. لغنية بنت إبراهيم: نصيحتي لكل مطلقة بالعمل على بناء الذات والبحث عن أية وظيفة تستدر منها دخلا ماديا يعينها في القيام بدورها،وزيادة الرصيد العلمي ومواصلة الدراسة حتى تحصل على الشهادات العليا، وعدم الحياء من المطالبة بالحقوق وطرق أي جهة أو منظمة حقوقية تمكنها من انتزاع حقوق أبنائها ، وقبل ذلك التأني في الارتباط”الزواج” حتى يكون على معايير سليمة وقويمة تضمن لها حقها زوجة أو مطلقة،ثم العمل على تربية أبنائها التربية الحسنة وزرع الخصال الحميده فيهم، والتشديد على دراستهم حتى يكونوا لها عونا وبناة للمستقبل،أما نصيحتي للآباء فهي
التذكير بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ..) فمن العار الذي مابعده عار أن يتخلى الأب عن دوره في تربية وانفاق وكسوة وعلاج فلذات كبده ومن ليس لهم سواه، ويتركهم فريسة للفقر والجهل ويحمل هذه المسؤولية لامرأة ضعيفة لم يحملها ربها إياها ،،الشرع والإنسانية والضمير والعاطفة والمسؤولية كلهم يخبرونه أنه المسؤول الأول والأخير عن أولئك الصغار الذين لا حول لهم ولا قوة .
وأخيرا ليس العيب أن نخطئ لكن العيب كل العيب أن نستمر في الخطأ أحرى خطأ يعادل جريمة متكاملة ،ف”كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون”. فهلم إلى أبنائك وقبل رؤوسهم وعوضهم عما فات. ولك الأجر.

صدى ريم: شكرا جزيلا لك على هذه الفرصة الثمينة، التي تطلين من خلالها على قرائنا الأكارم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق