طلّاب مركز تكوين العلماء يحرزون 24 مقعدا من أصل45 في مسابقة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم النّصوص المحظرية

كالعادة؛ لاجديد يذكر ولاقديم يعاد، طلّاب مركز تكوين العلماء يحرزون 24 مقعدا من أصل45 في مسابقة رئيس الجمهورية لحفظ وفهم النّصوص المحظرية، من بين كلّ محاظر موريتانيا ومراكزها العلمية ومعاهدها النّموذجية التّي تحظى بكلّ أسباب الرعاية وطرق الدّعم يحوزُ طلاب المركز أكثر من نصف المقاعد دفعةً واحدة رغم أنّ المركز مغلق بقرار رخيص وظالمٍ من الدّولة منذ أزيد من عامين!

ليسَ هذا بجديدٍ على الطّلاب ولم يأت بمحضِ الصّدفة، بل غدا الأمرُ معتاداً ومتوقعا بحمد الله، كلّ سنةٍ يحقّقُ طلاب المركز الرّتب الأولى في مسابقة البكالوريا وفي مسابقة دخول المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، ويتفوقون في مؤسساتهم الدّراسية الموازية رغم كثافة المحتوى العلمي المفروض عليهم، وسبق أن حقّقوها في مسابقة القضاء ومسابقة الأساتذة ومسابقة القرآن الكريم ومسابقة دخول المدرسة الوطنية للإدارة، ولم تفتحْ مسابقةٌ ولا اكتتاب يسعُ أهل المركز التّقديم له إلا وكانت الرّتب الأولى من نصيبهم!

لا اعرفُ سبباً واحدا ولا عذرا مقنعاً ولا حجة يسعنا مناقشتها تبرّر استمرار إغلاق مركزٍ يحمل هذا الكم من النّوابغ والأذكياء، ولا يسعفني المنطق لإيجاد تبرير من الدّولة ان لا تقوم بدعم هذه التّجربة وتعزيزها ورعايتها وتوفير أسباب التّطور والتّوسع لها بدل التّضييق عليها وإحكام الخناق عليها!

بعدَ فترةٍ سيحينُ موعدِ تكريم المتفوقين، وسيكون سيادة الرئيس حاضراً بكلّ تأكيد، وسيبصرُ بأمّ عينيه أزيد من نصف المكرّمين من مركزٍ واحد، ولا أحسبهُ يفوت عليه ما يعنيه ذلك من إحراجٍ حين تحاول إقناع النّاس أنك ترسي سياسات إصلاح التعليم ودعم التّجارب النّاجحة في ذلك ثمّ تستمرُ في تجاهل معاناة أكثر من 400 طالب من خيرة طلبة موريتانيا وأكثرهم نباهة وتفوقاً لا تزال الدّولة تستمر في ظلمهم من خلال إغلاق مركز تكوين العلماء!

سيادة الرئيس؛ أوقفوا هذه المهزلة بحقّ الله وتراجعوا عن هذا القرار الظّالم حتّى يحفظ لكم النّاس ويذكر لكم التّاريخُ هذا الصنيع الطيب، أنتم بذلك تخدمون أنفسكم أولا وتؤكدون صدق نيتكم في الإصلاح وتعينوا حملة العلم على إكمال دراستهم في ظروف ملائمة..

بورك لطلاب المركز وإدارته وعماله والمؤمنين بهذا الصرح العلمي الرّاسخ، هذا الإنجاز العظيم غير المستغرب عليهم.

#افتحوا_المركز