أخبار وطنيةالمغرب العربيمقالات

بين الرقية الشرعية والكاثوليكية/الأستاذ : أحمد القاري

“عندنا هنا لا يوجد ولي صالح و لا راقى شرعي و لا طب نبوي و لا استخارة”
تصريح لطبيب أشعة موريتاني عن فرنسا حيث أقام لربع قرن.
تصريح يعبر عن حال بعض المثقفين العرب المقيمين في الغرب ممن يفوتهم الكثير مما يجري تحت السطح في بلدان إقامتهم.
في فرنسا تعتبر الرقية من مس الجن عند الكنيسة الكاثوليكية من مسؤوليات الأسقف. وكل أسقف يعين قسا ويكلفه بتلقي طلبات الرقية ومعالجتها.
عدد الرقاة الرسميين للكنيسة الكاثوليكية في فرنسا قريب من المائة. وهم يتلقون تكوينا مستمرا. وينتظمون في مؤتمر كل سنتين.
ويتعامل راقي أورليانس مثلا مع حالتين كل يوم. وتقدم في منطقة باريس 2500 طلب للعلاج من المس كل سنة. تنتهي حوالي 70 منها بجلسات رقية كاثوليكية نظامية.
في مقال لجريدة الصليب اليومية يتحدث قس عن تزايد الطلب على الرقية. ويعلل ذلك بكثرة الانحرافات وخاصة مشاهدة المواقع الإباحية.
ويتأسف القس للجوء الناس إلى خدمات “وسطاء روحيين” خارج الكنيسة مثل العرافين والوسطاء والمرابطين لعلاج المس!
الرقية من المس الشيطاني عند الكاثوليك في فرنسا منظمة. والحكومة تدفع أجور القساوسة الذين يقومون بها في منطقة ألزاس لورين التي لا تخضع لقانون الفصل بين الكنائس والدولة! وكذلك في بعض مناطق فرنسا وراء البحار حيث لم يستطع قانون 1905 أن يفرض نفسه حتى اليوم!
أما في موريتانيا وغيرها من البلدان المسلمة فالرقية ليست خاضعة لمؤسسة ولا تابعة لهيئة منظمة. بل هي مبادرة شخصية قد يكون صاحبها صادقا وقد يكون دجالا. ولا تمارس الرقية داخل المسجد بل تتم في البيوت وفي مقرات الرقاة.
وتمنع قوانين الدول المسلمة ممارسة السحر والشعوذة وتعتبرها أعمالا معاقبا عليها بالقانون الجنائي عكس الحال في كثير من بلدان الغرب التي يمكن للسحرة فيها فتح مقرات رسمية والأعلان عن خدماتهم واستقبال الزبائن بكل أريحية.
وبناء عليه أين التقدم وأين التخلف؟

منشور من 30 دجمبر 2018

سؤال: أما زال الدكتور مصرا على أن الرقية لا توجد في فرنسا التنوير المزعوم؟

الوسوم
اظهر المزيد
إغلاق