الولي طه: يكتب عن مفارقات الإلحاد الغريبة!

مفارقة

في فرنسا ولد الفيلسوف والسياسي والباحث الكبير روجيه جارودي من أب ملحد وأم كاتوليكية
حصل على درجة الدكتوراه الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون عن النظرية المادية في المعرفة، ثم حصل على درجة الدكتوراه الثانية عن الحرية عام 1954 من جامعة موسكو.
أسس مركز الدراسات والبحوث الماركسية.
وبعد حياة من اعتناق الفكر المادي، حافلة بالبحث والتمحيص ومطاردة الحقيقة، يعلن جارودي اعتناقه للإسلام وهو في عمق أروبا المتحررة، ليصبح أحد رموز الفكر الإسلامي الحديث، ذَبًّا وتوضيحا للمفاهيم والإشكالات الكبرى.
وفي الطرف الآخر يتربى شاب في بيئة مسلمة من أبوين مسلمين، وما زالت قدمُه ترتجف على أولى عتبات الوعي والمعرفة، وما زال فكره ضامرا في معالجات القضايا الفكرية الكبرى، تُصمَّم له الإشكالات، فيتلقفها مغَلّفةً مُعَمَّاةّ دون أي تفكيك أو تمحيص، فيظن المسكين أنه أكتشف عوالم من الثغرات، ويصطحبها سلاحا لمواجهة دينٍ أكثرَما ينتشرُ في آفاق العلم والحرية ومجتمعات الوعي والتنوير.
وانتشاره السريع في أوروبا خير شاهد على ذلك.
{وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم}