منوعات

المختار ولد داداه: طرائف من حياة رئيس إنسان.

محمد ول آبّوه شاعر مفلق، كان تلميذا لأهل الشيخ ماء العينين وكان مدرسا في المدرسة اليوسفية، رجع من المغرب عام الاستقلال. وكان بينه وبين الديين سابق معرفة، وحين جاء للوطن نزل عنده فأكرم نزله. لكن الديين كان وزيرا للداخلية حينها، وكان كل قادم من المغرب تحوم حوله الشكوك ومعرضا للاعتقال والمساءلة. وكان الديين يعرف صفاء صاحبه وسلامة صدره، فرأى أن يخبر الرئيس المختار بالموضوع حتى لا يكون في إيوائه أحد القادمين من المغرب أقصوصة تروى.
أخبر الديين الرئيس المختار بقصة محمد قائلا له إنه رجل مأمون الجانب طاهر الفطرة لا علم له بأمور السياسة، فقال له المختار لا أخال الرجل إلا واحدا بات معي ايام كنت ترجمانا في افديرك، إئتني به ليتعشى معي إن كان هو ، فجاءه به فإذا به هو.
وبعد مأدبة العشاء قال المختار: محمد شنهو التالي اتكولو من الشعر؟ فرد عليه: آخر ما قلت مما اعجبني قصيدة جميلة في مدح علال الفاسي، ولكن لا يمكنني ان احكيها، فقد سمعت أن من تفوه في هذا البلد بما يعني المغرب فقد يسجن أحرى مدح قادته، فتبسم المختار وقال له: القها، فلن يسمع بها احد. لكن الطريف أن محمد ألح على المختار أن يغلق النوافذ وكانت مفتوحة، فقام المختار وأقفلها، فالقى محمد القصيدة فاستحسنها المختار ونوه بها وطلب منه ان يكتبها له. وحين انفض السامر، خرج المختار مودعا ضيوفه وعند وداع محمد سأله عنو اشمتخمم انشاء الله؟ فرد عليه أنه يبحث عن أحد يتوسط له عند مدير معهد ابي تلميت ليكتتبه مدرس عربية، فقال له المختار: اندور انسولكم عن حد يعرفو. وضحى الغد جاءت سيارة من الرئاسة فيها “شمن الرصيون” يسوقها حرسي معه أمر من الرئاسة بتوظيف محمد مدرسا للغة العربية في معهد ابي تلميت، فركب في السيارة وأوصلته بوتلميت فألقى عصاه واستقر به النوى.
كان محمد واسع المعرفة شاعرا مفلقا. وكان يحب عليا كرم الله وجهه وكثيرا ما يعوّم الكلام نحو معاوية بن أبي سفيان. وكان محمد ولد أبومدين ومحمد عالي ولد عدود يقولان له أعط العافية لمعاوية فيقول: آن معاوية عاطيه العافية.. لكنت ماني عاطيه العافية نشمتو بالشعر الزين.
رحم الله الجميع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق