أخبار العالم

رئيس جمهورية السنغال يلقي خطابا بمناسبة العام الجديد.

 

خطاب رئيس جمهورية السنغال  “ماكي صال” الموجه إلى الشعب السنغالي في نهاية العام 2020م

أعزائي المواطنين، والأجانب المقيمين في بلادنا،
بمناسبة حلول العام 2021م يسعدني أن أقدّم إليكم تهاني
لقد كان عام 2020م عامًا صعبًا نظرًا لتأثيرات جائحة كوفيد 19.
وأدعو الله الرحمة لجميع الموتى بسبب الجائحة، كما أدعو الله الشفاء العاجل لجميع المصابين.

أجدد شكري للطاقم الصحي السنغالي وجميع الجهات التي تعمل لمكافحة الجائحة رغم المخاطر التي تحيط بهم.
أشكر وأشجع الناشطين في قطاع التعليم المدرسي والجامعي الذين بذلوا مجهودات كبيرة لضمان استمرارية التدريس في مثل هذا الوضع الحرج.
أجدد تعازي ومواساتي لأسر المواطنين الذين لقوا حتفهم في طريق الهجرة غير الشرعية، وأكّد على أن الحكومة ستبذل كلّ في وُسعها لمحاربة الشبكات التي تنظم هذه الهجرات غير الشرعية.
أعزائي المواطنين
عندما دخلت جائحة “كوفيد 19” في شهر مارس أنشأت الحكومة برنامجا اقتصاديا اجتماعيا لمواجهتها بقيمة مالية بلغت ألف مليار فرنك سيفا، بتمويل من صندوق الاستجابة والتضامن ضد آثار “كوفيد 19” وأشكر كل من ساهم فيه.
ساعدنا هذا البرنامج على مواجهة الجائحة، وإبقاءها تحت السيطرة في جميع أنحاء البلاد، من خلال إنشاء وتجهيز 52 مركزًا لعلاج الأوبئة في حين كان يوجد مركز واحد فقط في البلاد لعلاج الأوبئة.
إنّ الحكومة تعمل على الحصول على لقاحات وفقًا للقواعد الأخلاقية في المجال الصحي.
بخصوص تصاعد حالات الإصابة بكورونا المسجلة في البلاد، وارتفاع عدد الوفيات، وعدد المصابين الذين في حالة صحية خطيرة أكرر وأقول لأعزائي المواطنين: إنّ في معركتنا مع الجائحة لم تنته بعد، والانتصار فيها يعتمد على احترام جميع التعليمات الطبية.
للجميع مسؤولية في النضال للحفاظ على حياتنا وصحتنا، الحكومة من جانبها ستواصل مراقبة مدى التطبيق الصارم للإجراءات الصحية المفروضة، إلى جانب مواصلتها في العمل لتحسين نظامنا الصحي.
وذلك عن طريق بناء أقسام جديدة للأمراض المعدية والمزمنة مع تزويدها بمعدات صحية وفق معايير دولية.
وفي عام 2021م سيتم تدشين أربعة مستشفيات جديدة في المدن التالية: كيدوغو وكفرين وسيجو وطوبا.
وسيتم توفير 33 وحدة استقبال للطوارئ، وسبع وحدات للعناية المركزة في جوربل ، وفاتيك ، وكفرين ، وكولخ ، ولوغا ، وماتم ، وسين لويس.
كما سيتم افتتاح ستة مراكز لغسيل الكلى في انجوم وكولدا وكفرين وسيجو وآ انيام وكيدوغو ، ليرتفع عدد مراكز غسيل الكلى إلى 25 مركزا.
وسيتم تعزيز رعاية مرضى السرطان من خلال بناء مركز “جام انياجو” الوطني للأورام ، والذي ستبدأ أعماله بنائه في شهر مارس القادم.
تمّ تجهيز 11 منطقة من 14 منطقة لدينا بآلات التصوير الشعاعي للثدي ، وتم الحصول على أربع مُسَرِعات العلاج الإشعاعي، بالإضافة إلى العلاج المجاني للمريضات اللاتي يعانين من سرطان الثدي.
وسيتم تعيين 500 طبيب و 1.000 مسعِف متخصصين، مع الأخذ بعين الاعتبار المناطق المحرومة من الخريطة الصحية.
أتاح برنامج الإنعاش الاقتصادي لدعم الشركات وعمال في مختلف الحرف، بما في ذلك قطاع الفنون والثقافة بما يصل إلى 5.5 مليار فرنك سيفا.
وفيما يتعلق بقطاع السياحة على وجه الخصوص ، وهو أحد أكثر القطاعات تضررا من الوباء ، فقد استفاد من قرض فندقي بمستوى غير مسبوق قدره 50 مليار فرنك أفريقي. بالإضافة إلى ذلك مشاريع حماية ساحل “سالي” من التآكل الساحلي لمسافة تزيد عن سبعة كيلومترات، ساعدت على حماية 17 فندقًا وأنشطة أخرى مرتبطة بالسياحة في منقطة “سالي”.
تلقى مائة مليون ألف أسرة ، أي ما يقرب من نصف سكان السنغال، دعم الحكومة الغذائي. كما قامت الحكومة بتحمل دفع فواتير الكهرباء لأصحاب الاستهلاك الاجتماعي لفترة نصف شهر، ومنحت مساعدة مالية ل 126،724 من الجاليات السنغالية ، وسهلت عودة 12.584 مواطنًا إلى البلاد.
إننا نبذل كل هذه الجهود في ظل أزمة اقتصادية عميقة لا تزال تؤثر على جميع البلدان، بما في ذلك البلدان الأكثر ازدهارًا.
انخفض معدل النمو الاقتصادي بشكل كبير ، وهو أحد أقوى معدلات النمو في إفريقيا منذ عدة سنوات ، والذي كان من المتوقع أن يصل إلى 6.8٪ لعام 2020.
لكننا نشكر الله على موسم الزراعة الذي شهد امطارا غزيرة.
وبفضل تنبؤات الأرصاد الجوية التي أعلنت عن وفرة هطول الأمطار ، قمت بزيادة ميزانية الحملة الزراعية 2020-2021 من 40 إلى 60 مليار فرنك سيفا ، بزيادة قدرها 50٪ ، لشراء معدات و ووسائل زراعية.
وبسبب جهودنا حطمت محاصيل هذا الموسم جميع الأرقام القياسية بنسبة للمحاصيل الزراعية: الأرز والدخن والذرة التي وصلت إلى 3.811.000 طن، ما يغطي 95 ٪ من احتياجاتنا ؛ ومحاصيل الفول السوداني  التي بلغت 1.826.590 طن.
ودعماً للفلاحين الشجعان تمّ رفع سعر كلغ الفول السوداني إلى 250 فرنك سيفا مقابل 210 فرنك سيفا في العام الماضي.
وإنّ الحملة التسويقية ناجحة للغاية في الوقت الحالي، ومن الضروري ضمان الإمداد المنتظم لصناعة الزيت وتأمين البذور.
بالإضافة إلى تطوير مستمر لمزرعة (Naataange) التي توظف الآن أكثر من 30.500 عامل؛ للزراعة، وتربية الحيوانات وصيد الأسماك.
لا يزال التوظيف والعمل الحر للنّساء والشباب يمثل أولوية قصوى للحكومة ، لأنّ النساء والشباب هم القوة الدافعة والقلب النابض للشّعب.
إنّني حريص بشكل خاص على ضمان تنفيذ جميع البرامج المخصصة لهم دائمًا مع المساواة الإقليمية، بمرونة وانسيابية مصممة لتلبية احتياجاتهم.
وبعد عامين تمكن بعثة ريادة الأعمال السريعة للنساء والشباب (DER) من دعم 105.000 شاب وامرأة بتمويل مشاريع في مجالات متنوعة مثل الحرف اليدوية، والصيد والزراعة والتربية وتجهيز المنتجات المحلية والتكنولوجيا الرقمية…
هذه الإنجازات التي مولتها الحكومة بميزانية أولية قدرها 30 مليارا فرنك سيفا، أكسبتنا ثقة الشركاء الذين يدعموننا الآن في إطار برنامج دعم وتعزيز مبادرات ريادة الأعمال بقيمة مالية بلغت 74 مليارا للفترة 2020-2022م.
إنّ برنامج “بافي” التابع لبعثة ريادة الأعمال السريعة للنساء والشباب تمكن من:
تمويل أكثر من 14.000 مبادرة ريادية.
توفير وظيفة ل 65.000 شاب بطريقة مباشرة و 89.000 شاب بطريقة غير مباشرة.
تدريب أكثر من 27 ألف رائد أعمال.
وهناك آليات أخرى مكرسة لريادة الأعمال والعمل الحر والتدريب؛ مثل الصندوق الوطني للتمويل الأصغر، وبرنامج التدريب المدرسي للأعمال، ومراكز التدريب المهني والتقني، حيث سيتم بناء 15 مركزًا جديدًا منها في ما يتم فتحه في عام 2021م.
وفي الشأن ذاته يتم استخدام جميع الموارد التّي تساعدنا تمويل قطاع التدريب المهني والتلمذة الصناعية.
علاوة على ذلك ستبدأ في 2021م أعمال بناء المنطقة الصناعية الثانية في مدينة “جام انياجو” ، على مساحة 40 هكتارًا، تفتح فرصًا جديدة للاستثمار وخلق وظائف مباشرة وغير مباشرة.
أعزائي المواطنين
على الرغم من صعوبة الوضع الاقتصادي ، فإننا نواصل جهودنا لتحويل بلدنا هيكليًا من خلال تنفيذ مشاريع البنية التحتية التي تعتبر ضرورية لمسيرتنا نحو التطور.
وبفضل الاستثمارات الضخمة في السنوات الأخيرة، أصبحت بلادنا الآن من بين أفضل 10 شبكات للطرق والطرق السريعة في إفريقيا.
في عام 2020م تمّ الانتهاء من تسعة مشاريع تأهيل طرق، على طول 425 كم من الطرق المعبدة، مع الأعمال المرتبطة بها والجسور، بالإضافة إلى المسارات الريفية، والتي سيتم تكثيف شبكتها كجزء من المرحلة الثانية من البرنامج الطارئ لتحسين المناطق الريفية.
لبلادنا اليوم 221 كم من الطرق السريعة، في عام 2021 سنبدأ العمل على طريق مبور- فاتيك- كولخ السريع على مسافة تزيد عن 100 كيلومتر، يليه مشروع تييس- تيفوان- سين لويس ، الذي يزيد عن 167 كيلومترًا.
وكذلك مشروع الحافلات السريعة بين “غيجواي” و “دكار” وسيتم مده من ( VDN ) إلى “جام انياجو”.
فيما يتعلق بالبنية التحتية للسكك الحديدية ، سيتم تشغيل القطار الإقليمي السريع في عام 2021م؛ والقسم الثاني من المشروع من “جام انياجو” إلى مطار بليس جانج الدولي (AIBD ) في مرحلة متقدمة من الإعداد.
وستتم إعادة تأهيل خط سكة حديد دكار – تامباكندا ، الذي سيبدأ في عام 2021م.  وسنعمل على إحياء جميع الأنشطة المرتبطة بالنقل العمومي ونقل البضائع عن طريق السكك الحديدية.
فيما يتعلق بالبنية التحتية للموانئ ، يتواصل العمل في ميناء “بارْنِي سِينْدو”.
كما يسعدني أن أعلن أنه بعد ثلاث سنوات من المفاوضات ، أبرمنا مع شريكنا الاستراتيجي الاتفاقات المتعلقة ببناء المشروع الضخم لميناء المستقبل في “اندايان” على مساحة 1.200 هكتار، بأكثر من 840 مليون دولار للمرحلة الأولى ، ويعد أكبر استثمار خاص في تاريخ السنغال ، لبناء أكبر ميناء متعدد الوظائف في غرب إفريقيا.
وبموجب هذه الاتفاقية  سيساهم ميناء “اندايان” في تخفيف الازدحام في دكار واستقطاب المزيد من الاستثمارات داخل المنطقة الاقتصادية.
بالإضافة إلى ذلك ، انضم بلدنا للتو إلى ما يسمى بمبادرة بالجواز اللوجستي العالمي الذي من خلاله تتم زيادة حجم أنشطة الشحن بشكل كبير يضعه في دائرة أكبر المنصات البحرية واللوجستية في العالم.
وفي “مطار بليس جانج الدولي” سيتم تعزيز منصته الفنية ببناء مركز لصيانة الطيران.
بدأ بالفعل برنامج بناء المطارات الإقليمية، وقد تمت إعادة تأهيل مطار “سين لويس” وفي يناير ستتواصل أعمال بناء مطار “أو وا روسوغي” و “ماتم” و “كولخ” وسيتم فتحها في عام 2021م، وتنطلق في نفس العام   أعمال بناء مطار: زيغنشور، تامباكندا، كيدوغو.
في نهاية هذه المشاريع  سيتم إحداث ثورة كبيرة في نظام النقل الجوي الوطني مما يوفر نقلًا جويًا لا مثيل له عبر الأراضي الوطنية.
إنّ الكهرباء أولوية أخرى تحفز ديناميكيات الازدهار، ونحن نعمل لتصل الدوائر الكهربائية إلى جميع القرى في عام 2025م.
تمّ رفع القدرات الكهربائية التي بلغت 1.249 ميجاوات في عام 2019م إلى 1.350 ميجاوات في عام 2020م.
بعد الانتهاء من برنامج تركيب 50.000 مصباح شوارع بالطاقة الشمسية ، سنطلق في عام 2021م برنامجًا جديدًا يضم 100،000 مصباح شوارع بالطاقة الشمسية لتغطية جميع بلديات السنغال ، ومشروع كهربة بالطاقة الشمسية لـ 1،000 قرية ، والتي ستتم إضافتها إلى العدد الحالي لـ 300 قرية.
وسيطلق مركز تنمية المدن والقرى مشروع كهربة جديد لـ 2000 قرية يستفيد منها 433.144 شخص ، وبالتالي سيزيد معدل كهربة الريف بنسبة 11.36 بالمائة.
كما يسعدني أيضًا توقيع اتفاقية في أكتوبر الماضي لبناء محطة طاقة تعمل بالغاز بقدرة 300 ميجاوات بتمويل سنغالي بالكامل، ويعدّ الأول من نوعه في تاريخ السنغال في هذا المجال وسيساعدنا على الاستغلال المستقبلي لمواردنا من الغاز والنفط.
أعزائي المواطنين
إنّ عام 2021م يجب أن يكون عام انعاش النشاط الاقتصادي، فقد وصلت ميزانية البلاد في هذا العام إلى 4.589 مليار فرنك سيفا، مقابل 4.251 مليار فرنك سيفا في العام الماضي على الرغم من تقلبات الجائحة.
إن الكفاح من أجل التنمية يبدأ أولا من العقول، ويجب أن نستمر في العمل وأن نستمر في التركيز على هدف الوصول إلى التقدم لعام 2035م، ونستأنف بثقة وتصميم مسار تقدمنا.
إنّ هذه الأمور تمثل أهدافنا التنموية وتحقيقها عن طريق إنشاء البنى التحتية ، والسعي إلى السيادة الغذائية، والتحول الهيكلي لاقتصادنا، وتأمين مواردنا، وحماية حقوق الإنسان ، وتحقيق المساواة الإقليمية وسياسة الإدماج من أجل الوصول الشامل إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية.
هذا هو طريق التقدم ونحن في عمل ولا يوجد وقت نضيعه لذلك أمرتُ الحكومة بالبقاء على المسار الصحيح، مما يعني المسار السريع والعمل والنتائج.
وسأستمر في الحوار لتجميع كل قوتنا وكفاءتنا في خدمة الوطن، قضيتنا المشتركة في جميع الأوقات هي العمل الذي يغذي تقدمنا الاقتصادي والاجتماعي والوحدة والاستقرار.
معًا ، سنكون أقوى للتغلب على حالات الطوارئ ، والتغلب على المحن ، والعمل وفقًا لحاضرنا وصياغة زخم جديد نحو مستقبل أفضل.
أعرب عن تمنياتي الحارة لكم مواطنيَّ الأعزاء بالصحة الجيدة والرفاهية والنجاح.
وليستمر السلام والأمن والاستقرار في سنغالنا العزيزة ، حتى تتمكن من مواصلة مسيرتها الحازمة نحو مزيد من الازد

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق