المدروم, الرحاحلة, أولاد الناصر, أم اجنيح, أهل بوفلان, الركاب امحمد أحمد يوره وولد مكي

على الربع بالمدروم أيَهْ و حيِّه ـــــــــ و إن كان لا يدري جواب المؤيِّه

و قفتُ به جذلان نفس كأنـــــمــا ــــــــ وقفتُ على ليلاه فيه و ميــَّــه

فقلتُ لخلَ طال ما قد صحبتــــــه ـــــــــ و أدنيته من دون فتيان حيــِّــه

أعني بصوب الدمع من بعد صونه ـــــــ و نشر سرير السر من بعد طيِّه

فما أنتَ خلُ المرء في حال رشده ــــــــــــــ إذا كنتَ لست الخل في حال غيِّه..

أبيات للعلامة امحمد ولد أحمد يوره.. و المدروم بئر للأبهميين, فيه مدفن كبير على جانب الطريق المعبد بين المذرذره و تكَند على بعد 20 كلم من الأولى إلى يمين القادم منها… و هو في الغور الواقع غربيَ إحسي ارحاحله… و ارحاحله إحدى قبائل الترارزه المشهورة… ذكر الشيخ سيد المختار الكنتي في رسالته في الأنساب أن رحال هو ابن عثمان بن مغفر بن أدي بن حسان..و قال إنهم أقرب قبيلة حسانية إلى مغفر.. و لا يماثلهم في ذلك إلا أولاد الناصر و أولاد غيلان… و يذهب صالح بن عبد الوهاب الناصري في “الحسوة البيسانية في الأنساب الحسانية” إلى أن رحال لا يفصله عن حسان سوى جد واحد هو أرميث…

و يرجح الباحثون رواية الشيخ سيد المختار على رواية صالح بن عبد الوهاب…

و هنالك رواية شفهية متداولة و هي أن إعلي من رحال, جد ارحاحله, هو من الشرفاء الرحاليين المعروفين في المغرب.. و أنه جاء ضمن حامية عسكرية أرسلها مولاي إسماعيل بداية القرن ال 17 الميلادي لدعم إمارة ترارزه ضد البراكنه…

و لإعلي من رحال ولدان اثنان هما إقيون و احسين… و منه تفرعت مجموعاتهم المختلفة… و منهم الحجاج الذين يقيمون في ولاية لبراكنه.. و هم أهل علم و ورع… و منهم أسرة أهل الشيخ محمد التي تقيم في شمال ولاية لبراكنه.. ومن أماكنهم أدنش و بوغبيره.. و حدثني رجل من الحجاج يسمى الزاوي ولد إعبيدي عن بعض كرامات إعلي من رحال.. و قال إن حاجا من قبيلته مرَ بالمغرب في طريق عودته من الحج فذهب لزيارة إعلي من رحال… فسأله حارس المقبرة عن قصده فقال له إنه يريد زيارة جده إعلي من رحال… فقال له… إذا كان الذي تقوله صحيحا و كنتَ بالفعل من أبنائه فإنه سيتفجر لك الماء من صخرة عند رأسه فور وقوفك عنده… و رافقه إلى الضريح.. و ما كادا يقفان حتى بدأ الماء يتصبب من الصخرة… فشرب الزائر و توضَأ….

و أعرف في الرجل الذي حدثني بهذه القصة كثيرا من الورع و الصدق… و كان يُدرس القرآن في بلدة أبداه.. على بعد 25 كلم من روصو… و هو من قرية بوغبيره…

و إلى الغرب من المدروم تقع حاضرة ” أم إجنيح” و هي لأهل بوفلان… و هم من الحلف الشمشوي… و يتميزون بالكرم و الشهامة و العلم… و لهم حاضرة هامة في بلدة ” أغورس” تابعة لبلدية العريه… و كانت حاضرتهم الأصلية عند ” إخروفه” …. و تقع على بعد حوالي 60 كلم إلى الشمال الغربي من المذرذره… و تعتبر إخروفه أول مكان استقر فيه المستعمر الفرنسي في ولاية ترارزه… و كان ذلك قبل تأسيس المذرذره… و أغلب الظن أن ذلك كان قبل 1910 …

و حدثني بعضهم أنه ما زالت هنالك آثار بعض بنايات المستعمر عند إخروفه….

كما كانت إخروفه من أماكن استقرار محصر ترارزه في عهد الأمير سيدي ولد محمد لحبيب و والده الأمير محمد لحبيب المتوفى سنة 1860 …..

و تذكرني أبيات امحمد هذه بأبيات أخرى تشترك معها في الروي و تختلف عنها في البحر… طالما تغنى بها المطربون.. و هي للشاعر محمد لحبيب ولد لمرابط الغلاوي نسبا و العلوي موطنا… يقول فيها:

عُج بالركاب على الركاب و حيه ~ و اقر السلام على منازل حيِّه

دِمنٌ أثرن من التشوق في الحشى ~ مكنونَ ميته القديم و حيِّه

ما إن رأيت من البلاد جميعِها ~ ربعاً حوى نُزَه النفوس كحيِّه…

و يقع الركاب شمالي مدينة اركيز على بعد 15 كلم… و بالقرب منه أماكن ذكرها ولد مكييٍ في قطعته المشهورة ” ذي دار ابعيربات….. التي يقول فيها::

ذي دار ابعيربات ~ إخلات امن الحيات

ؤ ذي دار امكَيرنات ~ إخلات امن الحيَ

ؤ عاد السلك اديرات ~ و ازويرت دمبيَ

ذيكي و أصل اخلات ~ امن الحي هيَ

و إذرذر صدر الواد ~ و ان المَ لوديَ

يبست و اعكَوبت زاد ~ الدنيه ذيكيَ

و عارضها صديقه محمد ولد محمد اليدالي بقوله::

ذي دار افزر انكين ~ إخلات امن الحيين

و احسي أحمد مسكين ~ ما فوهامو حيَ

و ارفد شي كان ازوين ~ تل البعلاتيَ

ؤ رجلي لنصار ابعاد ~ و ابعاد أل بيَ

مني و اعكَوبت زاد ~ الدنيه ذيكيَ