كان للصوم فى ( كبة سيزيم) طعم جميل
فى تلك الايام النضرة كان كل شيئ جميل اللون والطعم والرائحة
كانت بساطة الحياة تنثر شقاء مغلفا بسعادة لانظير لها
نفطر على أذان شجي تسبقه تلاوة موريتانية ندية ويتبعه دعاء إفطار بحنجرة الموريتاني الكبير محمد محفوظ رحمه الله مفتى الإذاعة ثم تاتى الاغنية الجميلة ( رمضان ياشهر الرضى والرحمة)
لم تكن الوجبات متوفرة فالوضع صعب ماديا ولكن( البركة) نازلة فالتمرة تمرتان و(النشاء) نشاءان و( وذو الرغوة) له رغوتان
وللخبزة( حندوجتان) و( قلبان) ولكؤوس الشاي حمرة مهيبة دون مهابتها خمرة الشاعر الذى لاحظ تشتت اهتمامات الناس
( عاج الشقي على رسم يسائله
وعجت اسأل عن خمارة البلد)
كلها والذى يهمه
كان كل شيئ جميلا حقا فلاوقت للاحساس بمرارة الحياة
كنا نقضى ايام العطل فى كوخ قصي
وكان الصوم بالنسبة لنا تجربة المهم منها آن نتدرب عليه فمنا من تقتله( الوثاقة)
ف( يعوج) نهاره ومنا من يقتل( الوثاقة) ف( يعوج) نهاره بطريقة أخرى
ذات يوم شديد الحر لجانا إلى( فقيهنا) ولم ار فى حياتى اوسع منه فقها وعلما ولا( اشطر) منه فى استخراج( فتوى) تناسب المقام
كنا نتحلق من حوله و( نمعنى) له على شدة الحر
كانت( فتواه) سريعة
( بما أن النهار شديد الحر( يجوز) لكل واحد منا أن ياخذ جغمة واحدة من الزريق ولقمة واحدة وروزة واحدة وسلكا واحدا من الدخان)
كنا نعتقد فيه لجملة اسباب
يدرس فى قسم فوقنا( ربما الخامس الابتدائي)
هو اكثرنا حماقة واشدنا(ذراعا)
يحفظ الكثير من الخزعبلات وينظر ويحاضر فكانه وهو يعلمنا يريد أن يفرغ حمولة صهريج ماء فى كاس شاي
المهم دخلنا النشاط وتوزعنا
لجنة لإعداد مرجن من ( فدغو)
لجنة مكلفة ب(برقالة) من( سفتى)
لجنة تحضير الشاي( الزريقي)
ولجنة مهمات صعبة عهد إليها بجمع( ميكوات) كامليا وجيتان ودنهيل وونستون ومالبورو وكرافان
يتم جمع ( ميكوات ) من شوارع وازقة( الكرتيه) ويجب الحرص على عدم تسرب دخان السجائر خارج( المعسكر)
كان ( فقيهنا) صارما يتاكد بنفسه من كل شيئ و( يجوز) له مالايجوز لنا
يرمى فيه من الطعام قبلنا
ويشرب قبلنا
و( يردس) حتى( الاريهطاء)
ويصب كاس الشاي فى جوفه قبلنا
الدرجة لاتهان وهو( شيخنا)
كان يحرص على أن نتقيد بتعليماته فلانتجاوز واحدة من كل شيئ
وكان يقول لنا (من منكم اخذ لقمتين بدل واحدة فمعناه أنه يريدنى أن اكون وسادة فرعون فى الدرك الأسفل من النار )
وكان يشبع أمامنا حتى يرتفع قميصه عن ( بوطه) وهو يقول(.اجعلوها على رقبة عالم)
فى الحقيقة نحن نخافه ونعرف ان( فريسناته).لايراها أحد ويتذكر العلم
ولكن خوفنا منه كان خوف( اللحمة) من ( النار)
…. يتواصل