ابتسامة الصدى:
إياكم والعدس فعذابه إلى يوم يبعثون!!!
تزوج رجل غني بفتاة جميلة ذات حسب ونسب ورغم يسر الحال، إلا أن الزوج شحيح النفقة ولا يعرف من أصناف الطعام، إلا صنفا واحدا هو العدس، في ثلاث وجبات فى اليوم على مدار الأسبوع والشهر والعام.
صبرت الزوجة على هذا الحال مدة طويلة من الزمن، وكانت من حين لآخر تشكو له الأمر، وتطلب منه أن يأتيها ولو مرة بلحم أو دجاج أو أى شيء آخر غير العدس فقد أصبحت لا تطيقه وتفضل الجوع على أكله، لكنه كان يرفض رفضا قاطعا ويستفيض لها في ذكر فوائد العدس وأهميته الاقتصادية وزهد ثمنه.
وفى يوم من الأيام ذهبت لزيارة أهلها، وكانت تجد حرجا في أن تحدث أهلها فى أمرها مع العدس، لكن أخوتها لاحظوا انها ليست على ما يرام، فسألوها ما الأمر، فرفضت أن تحكي لهم قصتها، وبعد إلحاح وإصرار منهم، لمعرفة مشكلتها التى جعلتها مهمومة مكسورة الخاطر، قصت عليهم قصتها وحدثتهم عن بخل زوجها وشحه وأنها من يوم زواجها منه لم تذق شيئا غير العدس فقال لها إخوتها هوني عليك فلدينا الحل وكل ما عليك هو أن تاخذى هذه الحبة المنومة وتضعيها له فى الطعام.
أخذت الزوجة الحبة المنومة وفعلت بها تماما ما قال لها إخوتها،
ثم جاءوا إلى بيتها ووجدوا زوجها فى نوم عميق متأثرا بمفعول الحبة المنومة، فجردوه من ملابسه وألبسوه كفنا، ثم أخذوه إلى غرفة مظلمة وانتظروه حتى أستيقظ ليجد نفسه فى مكان مظلم وعليه الأكفان فظن أنه مات، ثم ظهر له اثنان من إخوة زوجته وهما متنكران وعاجلاه بالسؤال:
من ربك؟
فأيقن أنه مات فعلا وأنه فى تلك اللحظة يُسأل، وأجاب وهو يرتجف من الخوف: الله .. لا إله إلا هو وحده لا شريك له.
وما دينك؟
قال: الإسلام
من الرجل الذى بعث فيكم؟
قال: محمد صلى الله عليه وسلم.
ماهو طعامك فى الدنيا؟
قال: العدس والله لم أذق طعاما غيره.
فقالا له لم تذق غير العدس، والله سبحانه وتعالى يقول: (كلوا من طيبات ما رزقناكم)،
إن عذاب العدس أن تجلد بالسياط إلى يوم يبعثون، وأخرجا سوطين وأنهالا عليه ضربا بالسياط حتى أغشي عليه. فحملوه وأعادوه إلى مكانه وألبسوه ملابسه وأنصرفوا، ولما أفاق، سأل زوجته وهو يرتجف من الخوف ويتوجع من الألم،
ما الذي حدث لي، ألم أمت؟
قالت: لا لم يحدث لك شيء وها أنت ذا حي ترزق، سأذهب لأعد لك فطورك، سأحضر لك العدس حالا..
فصرخ قائلا: لا لا لا لا!!!
إياك والعدس فعذابه إلى يوم يبعثون، سأذهب لأشتري لنا لحما وفاكهة
فالله سبحان وتعالى يقول: (كُلُوا مِنْ طَيّبات ما رزقناكم…)
.gif)