رياضة وترفيه

حول الكرة الموريتانية خلال السنوات الأخيرة: قصة التمويل والأموال

 

أولا سأحدثك من منطق المطلع العارف بما يجري تماما داخل الإتحاد الموريتانى لكرة القدم خلال السنوات الأخيرة.

وقبل الحديث عن تطور الكرة من عدمه أعطيك وأعطى المتابع الكريم خلاصة لعدد من القضايا التى تثار من وقت لآخر فى الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعى دون معرفة حقيقية ما يجرى أو سؤال أهل الإختصاص بمنطق المنصف الراغب فى معرفة مايدور.

أولا : قصة التمويل والأموال

للتمويل ضوابط ومحددات ومجالات يجب استحضارها قبل الحديث عنه.
الفيفا لاتدعم المنتخبات الوطنية ، فذلك مسؤولية الدول ، لأنها فى النهاية معنية بالدفاع عن ألوانها وحفظ مكانتها بين الأمم.

صحيح أن الفيفا دعمت موريتانيا ككل الاتحادات الأخرى وأختارتها نموذجا للشفافية والتسيير المحكم وانجاز المشاريع فى الوقت المحدد، وعقدت مؤتمر الحكامة بجنوب إفريقيا لدراسة التجربة الموريتانية، وعقدت مؤتمرها الآخر بنواكشوط لنقاش نفس التجربة والرؤية بحضور كل اتحادات القارة (25 بنواكشوط والبقية بجنوب أفريقيا).

(*) تمكن فعلا الرئيس أحمد ولد يحي من إقناع القائمين على الفيفا باسناد التجربة الموريتانية بعد عقود من التعثر فتم إنجاز العديد من المشاريع كملعب شبخا بيديا
وملاعب أربعة للتدريب
وملعب أزويرات ونجيلة نواذيبو
والأكاديمية الوطنية
وملعب الأكاديمية
ومقر عصرى للاتحادية
ومطعم للإتحادية
ومسجد للإتحادية
والتخطيط مستمر لبناء فندق للمنتخبات الوطنية، ومركز صحى لعلاج اللاعبين كافة.

وفعلا كذلك تمكن الرئيس أحمد ولد يحي من إقناع الفيفا بتكوين أطر الكرة الموريتانية عبر برامج مكثفة وخيرة المكونين، فتم تخريج دفعات من الحكام ومسيري الأندية ، والكرة النسائية، وتكوين أطر الاتحادية من إداريين وفنيين وعمال عاديين.

تم بالفعل كذلك إقناع الفيفا بتمويل نظام الكتروني عصري لتسيير الاتحادية وسرفير لأرشفة أمورها وضبطها وتطوير معاملاتها الخارجية وتسيير العمال والأندية والحكام والشركاء وفق أحدث النظم العصرية.

فعلا تمكن الرئيس أحمد ولد يحي كذلك من إقناع الفيفا بتمويل وحدة إنتاج عصرية، وباتت مجمل أنشطة الكرة الموريتانية محل تغطية ومتابعة وحفظ، وهو ماطور من أداء اللعبة ، ومنح اللاعبين فرص تسويق أفضل، وأنهى عصور الإعتماد على المقاولات الفردية.

تمويلات الفيفا ياسادة ليست مجرد أموال فاعل خير يرميها فى الشارع لمن أثر فيه بؤسه من دون متابعة أو مسؤولية، بل هي أموال تتابع عبر المفتشين بشكل دورى، وكل الشهادات المعلنة من الفيفا محل تقدير وتثمين وإرتياح، ولو كانت فيها أخطاء أو شائبة، لما تمكن أصحابها من الوقوف علنا فى وجه إيفانتينو وعيسى حياتو بكل جرأة فى موسمين انتخابين حافلين بالضغط والتهديد والتلويح بخسارة المستقبل.

بل إن إيفانتينو أدلى بتصريحات مشهودة بنواكشوط قال فيها بأنه يتفهم دعم أحمد لخصمه جوزيف بلاتر لأنه كان بمثابة والده وكان صديقه الشخصى، وفخور بوجوده معه اليوم لأنه صديق يزيد دعمه ، ومواقفه دوما كانت لصالح مصالح بلده عكس آخرين.

أما تمويل الدولة للأنشطة الرياضة فشقين هما:

التحمل بتكاليف المتتخب الأول (رحلاته ، معسكراته والأموال الممنوحة لللاعبين، وتحمل تكاليف المدرب) ، وهو دعم مكلف وبنوده واضحة، والدولة فى النهاية معنية به، لأنه من مظاهر السيادة، ولاتوجد دولة فى العالم تتوقع من الغير تحمل تكاليف منتخبها الأول، وزمن الانسحاب من البطولات القارية بدعوى عدم وجود التمويل اللازم من فضائح الزمن الغابر. ويمكن أن تتصوروا حجم التكاليف حينما تكون المنتخبات تشارك فى أربع بطولات متزامنة، وهي أجندة لامكان فيها للاختفاء أو الإعتذار .

أما التمويل الآخر فهو الموجه للتسيير، ويعرف نواب البرلمان مقداره (٣٠ مليون قديمة) منها تكاليف الكهرباء والعمال والمياه والنظافة والغذاء..

تتحرك الإتحادية خارج هذين المجالين من أجل تأمين الموارد اللازمة لتأمين تكاليف تنظيم الدورى والبالغة أكثر من 100 مليون أوقية، بينها دعم أندية الدورى الممتاز كافة وتغطية النقل وسفر الحكام وتعويضهم عن كل مباراة وكذلك كأس رئيس الجمهورية ودورى الناشئين وتصفيات الأكاديمية لاختيار المواهب الصاعدة من كل المقاطعات وتسيير الملاعب وتكاليف الحراسة وتأمين المواعيد الرياضية الهامة، وقد تأثر الأمر بغياب الجماهير عن الملاعب، لأنها كانت من الموارد المهمة، وكذلك غياب الرعاية المناسبة من شركات الإتصال.

ثانيا : المنجز لصالح الكرة الوطنية

وهو أمر يكفى منه مستوى الإنشغال اليوم باللعبة، بعدما كانت شغل بعض التافهين، وكانت المنتخبات الوطنية حفنة من المجنسين، والأندية مجموعة من الهواة تشارك فى مباراة وتقاطع أخرى بفعل المشاغل اليومية، والكأس مناسبة سياسية والدورى أضحوكة، والمقر تحفة تاريخية، والمياه هبة من ثكنة الحرس أو الثانوية العربية، والإدارة حارس بيده مفتاح مكتب الرئيس، والطواقم الفنية بعض المتقاعدين العسكريين أو أساتذة الرياضة المفرغين، والنجوم فى الخارج ” زحل والثريا….” والقميص المتداول هو ” إيتو” و” ومارادونا” وأسماء لاعبينا كأرقامهم محفوظة فى السجلات فقط لدى ذاكرة الكرة الوطنية (المدير الفنى عليه رحمة الله) مجهولة لدى الشارع الرياضى.

….

لقد أنتظم الدورى الموريتانى خلال السنوات الأخيرة بشكل تام، وتم تسييره من قبل العصبة الجهوية دون تدخل أو تأثير، ودعمت مجمل العصب الجهوية، تثمينا للأنشطة فى الداخل وتحفيزا للمنشغلين بالكرة الوطنية.

وساندت الاتحادية الوطنية كل الأندية المشاركة فى البطولات الإفريقية والعربية دون تمييز ، وسعت لتأمين احتراف أكبر عدد من اللاعبين المحليين، عبر المشاركة فى أهم البطولات المتاحة، وخصوصا كوتيف التى كانت بوابة لاعبينا للأندية الأوربية، بعدما كان البعض يتندر عليها ويصفها بالبطولة السياحية، وانتقلنا من مرحلة نستجد فيها بالمجنسين للعب فى المنتخب الأول إلى مرحلة الوفرة فى الخيارات المتاحة، وبات نجوم الدورى الموريتانى أبرز المطلوبين عربيا وأفريقيا ؛ ودوريات مصر وتونس والعراق وليبيا ولبنان وعمان والبحرين والكويت وقطر والسعودية اليوم تزخر بالوافدين من الدار البيضاء وتوجنين والسبخة ودار النعيم وتيارت ولكصر، وفى مقدمة التشكلة التى ينتمون إليها ، والأسماء معروفة لمن كان له أدنى علم بالكرة الوطنية أو من متابعيها خلال الفترة الأخيرة.

لقد تأهلنا للشان لأول مرة منذ الاستقلال، والكان لأول مرة منذ الاستقلال، وكأس العرب بعد عقود من الغياب ، ولعبنا دورى أبطال أفريقيا، وبطولة شمال إفريقيا، وبطولة غرب إفريقيا، وكانت فرصة لمزيد من الحضور والتأثير وتحقيق بعض النتائج المهمة.

….
لقد أنتقلنا من مرتبة مخزية 206 عالميا سنة 2011 إلى مصاف 100 الأفضل عالميا الآن.

أما الحضور داخل دوائر صنع القرار بالكرة الأفريقية والعربية والعالمية فتلك حكاية نجاح أخرى، ربما تكون المحرك الأكبر للكثير من الحملات الإعلامية غير المنصفة.

وفى النهاية الإخفاق موجود والأخطاء قائمة والتعثر ممكن، وتحقيق النتائج لايزال دون طموح أهل الكرة ومحبيها، لكن يمكن القول دون تردد أنه القطاع الأكثر حيوية ونشاطا ونجاحا وفاعلية خلال السنوات الأخيرة.

دمتم برعاية الله.

 

من صفحة سيد أحمد محمد باب على الفيسبوك

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

إغلاق